لم يعد لدى أهل جدة وسكانها من خيار لمواجهة الزحام والارتباك المروري غير الظهيرة للخروج من منازلهم عوضا عن ساعات الصباح حيث تصاب أغلب الشوارع بحالة من الشلل إذ تتوقف حركة السير في معظم الشوارع والطرقات، ولا أمل للعابرين والسائقين غير البحث عن طرق بديلة والتي تفشل في احتواء الموقف لتتحول هي الأخرى إلى ساحة زحام وارتباك أخرى. يصل الزحام إلى أعلى معدلاته في ساعات الصباح بدءا من السابعة، ويتزامن ذلك مع خروج الموظفين والطلاب إلى مقار أعمالهم ومدارسهم وتستمر الفوضى حتى العاشرة مساء على كافة الطرق والمحاور الطولية والعرضية ومن المتوقع زيادة الأزمة المرورية مع وصول حجاج بيت الله من مختلف المنافذ ويتوقع أن يشهد طريق الحرمين كثافة كبيرة في الفترة القليلة المقبلة. طول وعرض «عكاظ» جالت أول من أمس في عدة محاور لرصد حقيقة الأمر وتفاصيل الاختناق الكبير وتوابعه، وتركزت الجولة في عدد من المحاور الطولية مثل طريق الحرمين الرابط بين جدةمكةالمكرمة ثم طرق: المدينةالمنورة، الأمير ماجد، الملك فهد، وجانب من طريق الأمير ماجد بن عبدالعزيز. أما الشوارع العرضية فقد شهدت زحاما متقطعا في ساعات مختلفة من اليوم وبدت الحالة أكثر وضوحا في طرق الفلاح، الأمير محمد بن عبدالعزيز، صاري وشارع فلسطين. استهلاك وقت أكثر مرتادو طريق الحرمين عبر جسر بريمان مرورا إلى جسر فلسطين، الأكثر معاناة بسبب المشاريع الجارية في الطريق ومحيطه بحسبان أنهم يستهلكون وقتا طويلا لقطع مسافات قصيرة على خلفية حفريات وتحويلات مشروع القطار والبطء في إنفاذ مخرج سريع على الطريق المحوري. ويقول محمد حكمي الذي يخوض يوميا تجربة عبور طريق الحرمين إن كافة شوارع العروس تعاني من ذات الإشكالية بفعل حزمة المشاريع التي تشهدها وبإذن الله غدا سيكون أفضل في ظل الإنجاز الذي نشهده. ويضيف: شخصيا أفضل أن أقضي كل مشاويري في الفترة التي تعرف بالأوقات الميتة وهي الظهيرة أو بعد العاشرة مساء هربا من الزحام الكبير الذي تشهده عدة شوارع وهو ما يضطرني إلى طرقات داخلية أقل ازدحاما بصورة نسبية. احذروا الأسواق والمتنزهات من جانبه، يصف هشام محنف ما يحدث في جدة بأنه أمر لا يحتمل، فالزحام بات على مدار اليوم إلا في ساعات قليلة بعد الظهيرة، فقررت عدم الخروج من داري إلا لأداء الصلوات في المسجد القريب، وفي حالة الطوارئ البديل هو اختيار شوارع قليلة الزحام لأبتعد قدر الإمكان عن مواقع الفوضى والاختناق والنأي تماما عن مراكز التسوق ومواقع التنزه. ذات الحديث يؤكد عليه فيصل محمد الذي يشير إلى أن الحركة في طرقات جدة أصبحت سمتها الرئيسية الازدحام فلا يكاد يخلو طريق منه. مضيفا أن طريق الحرمين من جسر بريمان وصولا إلى كوبري الملك عبدالله يشهد ازدحاما هائلا وغير طبيعي بفعل المشاريع. كما يشهد طريق المدينةالمنورة كثافة مرورية عالية انطلاقا من تقاطع قريش وصولا إلى تقاطع فلسطين وهي ذات المشكلة في طريق الملك فهد وطريق الأمير ماجد وطريق الأمير متعب.