تسبب انقطاع المياه المتكرر عن عدد من الأحياء بمدينة القنفذة كالشرقية الجنوبية والخالدية في معاناة الأهالي الذين قسموا ساعات يومهم بين البحث عن صهريج مياه ومراقبة المتبقى من مياه خزاناتهم، وأشار الأهالي إلى أن الروتين يقف عائقا في وجه إنهاء المعاناة التي يعيشونها منذ سنوات، رغم تكرار الشكاوى لفرع مديرية المياه بالقنفذة الذي يعجز عن حل المشكلة من جذورها. ويرى الأهالي أن المشكلة لا تتوقف عند هذا الحد بل تتعدى ذلك بتحكم الشركة المشغلة للخزان في ضخ كمية المياه الواصلة للأحياء مع ملاحظة عمل الأشياب، الأمر الذي يستنزف جيوبهم خاصة أن أغلبهم من محدودي الدخل -على حد قولهم- مضيفين: اجتمع أعضاء من المجلس البلدي وعدد من أهالي القنفذة قبل عدة أشهر وأرسلوا شكواهم لفرع المياه الذي بدوره حولها للشركة المشغلة للخزان وبالتالي ظلت شكاوى المتضررين تدور في حلقة مفرغة دون حلول قريبة الأجل تلوح في الأفق. وأوضح ل«عكاظ» عدد من سكان مدينة القنفذة أنهم ومنذ فترة طويلة في معاناة مع انقطاع المياه الأمر الذي كبدهم خسائر مالية كبيرة وفاقم معاناتهم وعطل تسيير أمور حياتهم الأسرية والاجتماعية، مشيرين إلى أن فرحتهم لم تكن توصف عند بدء تشغيل محطة تحلية مياه البحر في القنفذة، «ظنا منا أن المعاناة قد انتهت، لكننا ومنذ افتتاح محطة المياه منذ أكثر من ثلاثة أعوام وبدء العمل بها لم تنته المعاناة حيث استمرت المعاناة رغم وجود المحطة دون معرفة السبب في ظل صمت الجهات المعنية، وعلى رأسها فرع شركة المياه بالقنفذة». وأبان كل من أحمد إبراهيم الشريف وعلي الزهراني ومحمد الحازمي وفضل الراشدي أنهم يضطرون للبحث عن صهاريج لبيع المياه تراوح أسعارها حسب أحجامها بين 30 و150ريالا وهي لا تكفي ليومين إضافة لصعوبة توفرها ولارتفاع نسبة ملوحتها ولتدني مستوى نظافة مياهها المشتراه نتيجة لغياب الرقابة على تلك الصهاريج التي تآكلت خزاناتها القديمة بسبب الصدأ وتلوثت بالبكتيريا. يشاطرهم الرأي ياسين علي الفقيه بقوله: نعاني منذ فترة طويلة من انقطاع المياه ورغم تشغيل المحطة إلا أن الانقطاعات مستمرة بلا أسباب موضوعية، مناشدا الجهات المعنية بإيجاد حل لإنقاذ السكان من التكاليف المادية نتيجة شراء المياه من الصهاريج ووقايتهم من الضرر الصحي نتيجة استخدام تلك المياه التي قد تكون ملوثة وتتسبب في أمراض حساسية الجلد والعيون وغيرها من الأمراض. ويضيف الفقيه: هناك معاناة حقيقية خاصة أيام عمل المدارس والدوائر الحكومية حيث يفاجأ الأهالي فجرا بعدم وجود المياه في خزانات منازلهم ما يؤخرهم عن أعمالهم أو يجبرهم على تغييب أطفالهم عن المدارس إضافة لمعاناة الأهالي في مواسم الإجازات والمناسبات الاجتماعية فمن يقوم بدعوة الأهالي إلى منزله لمناسبة ما يضع نفسه في موقف محرج مع الضيوف في كثير من الأحيان بسبب انقطاع المياه الأمر الذي يجعله يحدد موعد المناسبة بضمان توفر صهريج المياه قبل الدعوة خاصة في ظل الطلب الكثيف على الصهاريج بسبب الانقطاعات المتكررة في عدد من الأحياء. من جهته أوضح ل«عكاظ» نائب مدير فرع المياه بالقنفذة المهندس محمد الغامدي أن هناك جداول وضعتها الشركة لضخ المياه محدد بها مواعيد ضخ المياه يوميا لكل حي في مدينة القنفذة، أما عن سبب وضع الجدول، فأشار الغامدي إلى أن هناك طلبا متزايدا على المياه ومحطة تحلية القنفذة تقوم بضخ المياه لخزان مدينة القنفذة حسب امكانياتها ونحن في فرع المياه كجهة مسؤولة عن توزيع المياه المتوفرة في الخزان نواجه صعوبة في إيصال المياه لكل الأحياء على مدار اليوم دون جدول محدد بسبب شح المياه التي تصل للخزان من محطة التحلية التي لا تفي باحتياجات المدينة كاملة. وأضاف الغامدي: هناك طلب رفع للجهات المعنية بالأمر لتوسعة محطة تحلية القنفذة، حاثا السكان على الاطلاع على الجدول الذي وزع على المساجد والدوائر الحكومية والمراكز التجارية واعتمده فرع المياه بالقنفذة والموضح فيه ساعات ضخ المياه لكل حي، مضيفا أن هناك ساعات محددة للضخ لمواجهة الضغط على المياه.