«تدمر» لؤلؤة الصحراء مهد الحضارة الإنسانية، بلد المقاومين بلغة «العاموريين»، والبلد التي لا تقهر وبلد المعجزة بلغة «الآراميين». «تدمر» تلك المدينة العريقة التي تميزت بأثارها الرائعة الدالة على عظمتها وما وصلت إليه في سالف الزمان، ها هي اليوم تشهد تخريبا هو الأبشع على مر التاريخ الفني والثقافي. من كان يعتقد أن مسرحها الذي طالما وقف عليه أهم الشخصيات الفنية، واستضاف أروع العروض والفعاليات الثقافية والأدبية العالمية، سيشهد أبشع المجازر الوحشية. من كان يتخيل أن مدرجها الذي طالما شهد سهرات سياحية فنية وقصدته تلك العقول النيرة بات اليوم مرتعا لعقول متخلفة مخربة. أحجارها التي شهدت خطى أناس من أرجاء العالم بقصد الاستكشاف والسياحة، ها هي اليوم تدنس بخطى وحوش لا تعرف سوى القتل والدماء. أعمدتها التي تعود لآلاف السنين تشهد اليوم تمثيلا بجثث أبنائها، آخرها جثة أهم علماء آثارها؛ العالم السوري خالد الأسعد، البالغ من العمر 82 عاما بعد قطع رأسه، ذلك الإنسان الذي رفض الخروج من مدينته عند سيطرة «داعش» عليها قائلا: «أنا من تدمر وسأبقى هنا حتى لو قتلونني». ها هي عروس الصحراء تشهد اليوم تدمير أهم معالمها الأثرية، عندما قام التنظيم الإرهابي «داعش» فجر الأحد بتدمير معبد «بعل شامين» الشهير في المدينة الأثرية. تدمر (باللاتينية: Palmyra) مملكة عربية قديمة، إحدى أهم المدن الأثرية، وهي مدرجة على لائحة التراث العالمي، لها شهرتها ومكانتها، تقع وسط سوريا وتتبع لمحافظة حمص، وهي مدينة ذات أهمية تاريخية.