نحترم التخصص ونقدر عمل أي متخصص، لكن أياً كان هذا المتخصص من الطبيعي أن يكون تحت طائلة النقد، فنحن وإن غالى بعضنا في الحديث عن كرة القدم ومنحها الكثير من الأسرار التي لا يعرفها إلا متخصص، إلا أننا في مرات كثر نصحح كوارث بعض المتخصصين بكلام فني خالص يقتنع به الكل، بمن فيهم المدربون! جروس الذي استحق الموسم الماضي لقب أفضل مدرب بدا أمام التعاون كما لو كان للتو حضر لتدريب الأهلي، وأثار بهذا الحضور السلبي تساؤلات عدة، وأبرزها رغبته في الرحيل بيد الأهلي لا بيده، وهنا استغفال لن ينطلي على أصغر أهلاوي! هل سمعتم ما حدث منه في أواخر الموسم الماضي حينما عقد اجتماع مع إدارة الوحدة الإماراتي، وهل سمعتم الزيادة التي حصل عليها من أجل أن لا يفك الارتباط ويذهب للإمارات؟ أنا سمعت وعرفت، ويوم مباراة التعاون رأيت أمورا مريبة وتشكيلا أثار حنق الجميع، بمن فيهم برعم للتو بدأ حياته الكروية في الأهلي! يا جروس، معقول تلعب بفهد الحمد أساسيا وباخشوين احتياطيا، وهل معقول تلعب بإسلام في عدة مراكز في مباراة واحدة وتغيب حسين مقهوي، وهل يعقل تكشف دفاعك بهذا الشكل المزعج بتحميل تيسير عدة أدوار في مساحات لا يجيد اللعب فيها! نسيت أيها المدرب الجميل أن أخبرك أن من أنقذ ألأهلي أمام التعاون هو الحارس ياسر المسيليم الذي عذبته عاما كاملا، مرة احتياط، ومرة خارج القائمة، وحينما احتجته في كأس ولي العهد أهدى لك الكأس! ياسر شكره زملاؤه، ومنحه النقاد نجم المباراة، لكن أنت ماذا قلت له بعد أن تألق في مباراة التعاون، هل شكرته أم اعتذرت له! يا إدارة الأهلي، اجلسوا مع جروس وناقشوه، وأعني الثلاثة الكباتنة مروان وباسم وشلية، وفي أعقاب المناقشة كرروا عليه سؤال آخر العام المنصرم معنا أو ضدنا! فريق الأهلي مكتمل من كافة النواحي، لكن جروس أمس ليس بجروس اليوم، وهنا المشكلة! وأتمنى أن لا يؤخذ نقدي هذه الوهلة على أنه ردة فعل لفعل استفزني، بقدر ما يؤخذ على أنه من واقع ميدان فيه كل شيء له حساب وكل غلطة لها ثمن، وما أجمل نقد البدايات، وما أعنف عثرات هذه البدايات يا جروس! فمن يخسر نقاط الأولى أو بعضها يجب أن لا يفرط في الثانية.. هكذا كنت أسمع من المدربين، وهكذا أعرف! يستفزني من يحاول الانتقاص من عشق وإخلاص وحب تيسير الجاسم للأهلي، ويستفزني أكثر من يحاول تحميل تيسير كل أخطاء غيره، لكن أعرف أيضا أن تيسير مثل صاحبه جبل ثلج، وإن كثر المحرضون! يا نصف بعض ربع جماهير الأهلي، انتقدوا كيفما تريدون، لكن لا تنتقصوا من ولاء الكابتن الذي عشق الأهلي أكثر مما أحبه غيره!.