عرض طوال أيام «سوق عكاظ» المشهد المسرحي «نقش من هوازن»، على مسرح الشارع في «جادة عكاظ»، وجاء العرض مرتين في اليوم؛ ساعة لكل عرض. يتمحور العرض حول شخصية الشاعر والفارس لبيد بن ربيعة العامري، ويجسد شخصيته أحمد القعطبي الذي مثل حياة لبيد المبكرة، وهو في ال15 من عمره في مواجهة الملك النعمان بن المنذر، وجسد شخصيته أسامة الأفغاني، وكيف استطاع بذكائه ولباقته أن يحول موقفه تجاه قومه من العداء إلى المحبة، كما تناول العرض العديد من المواقف الحياتية في الجزيرة العربية والأخلاق التي تتميز بها من شجاعة وفروسية وكرم من خلال شخصية لبيد، سواء قبل أو بعد دخوله الإسلام. ومن خلال راوٍ عميق الصوت ومع موسيقى خاصة تتمازج مع صهيل الخيول ورغاء الإبل رصد عرض «نقش من هوازن» مسيرة لبيد العامري الذي عاش 150 عاما مليئة بالأحداث التي تتداخل فيها البطولة والكرم والفروسية والفصاحة، وكيف استطاع أن يغير موقف النعمان من قومه قبيلة «هوازن» بعد وشاية من خاله «الربيع»، لينقلب السحر على الساحر، ويطرد النعمان «الربيع» من قصره إلى الأبد، ويقرب «هوازن» من مجلسه إكراما لشخص لبيد العامري. كما أظهر العرض بطولة لبيد في التصدي لقطاع الطرق في تهامة، والذين يتزعمهم شخص لئيم يدعى «البراض»، والذي أوجد فتنة بين القبائل أحدثت حربا ضروسا، ولبيد ينتقل من انتصار إلى انتصار، وتمضي الأيام مسرعة وتترك وراءها ذكريات الماضي، ولبيد يكبر معها شاعرا مخضرما له باعه وخصوصيته وتميزه، ويرصد العرض منافساته في مجلس النابغة الذبياني، وفي حضرته الفرزدق وعنترة وطرفة بن العبد والأصمعي، كما يرصد دخوله الإسلام، ومرور الأيام وتعاقب الخلافة الإسلامية، حتى وفاته عن مائة وخمسين عاما.. وقد أبرز العرض بخلاف شخصية لبيد العديد من الشخصيات الأخرى، منها الملك النعمان بن المنذر، وشخصية «البراض» وهو لص لئيم سيء الخلق وقاطع طريق، أيضا شخصية «الرحال» وهو أحد سادة هوازن فارس ومقاتل شجاع وجريء. أيضا مجلس النابغة ويضم: «النابغة الذبياني» شاعر وقور طيب المعشر ويجسد دوره ممدوح العسلي، و«عنترة» شاعر وفارس يجسده عادل الكعبي، و«طرفة» شاعر وفارس يقوم بدوره ركاد الجعيد، و«الأصمعي» شاعر وفارس يجسد دوره نور الدين لطفي، و«الفرزدق» شاعر وفارس ويجسد دوره عبدالملك الهتاري، إضافة إلى العديد من الأدوار الثانوية الأخرى. من جانبه، أكد منتج ومخرج العرض المسرحي «نقش من هوازن»، الذي يعرض حاليا في مهرجان «سوق عكاظ»، سعيه لتقديم أعمال تتصف بالجودة العالية وبتقنيات مبهرة لزوار السوق، من حيث الصوتيات بسماع الأداء الصوتي للممثلين، أو الصورة في الأداء التمثيلي الذي يجعل المشاهد مقتنعا بالأداء الاحترافي للممثلين في توظيف حركات اليدين وتحريك الشفاه، معتمدين على حفظ النصوص الموكلة لهم، أو التصميمات الاحترافية للمصممة رضا غزاوي التي نجحت للعام الثاني على التوالي في تصميم أزياء تراثية تحاكي أزياء العصر الجاهلي في الجزيرة العربية وفترة ما بعد ظهور الإسلام، واعدا أن يكون وفريق عمله على مستوى المسؤولية في كل العروض والفعاليات التي يقدمها، والتي تعكس الحس الوطني، والتاريخ العريق للمملكة على مر العصور.