قدم شاب سعودي في مقتبل العمر، أروع مثال للبذل والعطاء والتضحية حين تبرع بجزء من كبده لطفلة لا يزيد عمرها على ست سنوات، بحثا عن الأجر والمثوبة من الله، ثم تقديرا لوالدها أحد الجنود الأبطال المرابطين في الحد الجنوبي. وبين الشاب المتبرع، مشاري الوزيه أنه حين علم بحاجة طفلة تدعى الهنوف الدوسري لمتبرع بالكبد بسبب معاناتها من «الفشل الكبدي» عبر «تويتر»، وتواصل مع والدها أحد المرابطين في الحد الجنوبي، وحصل منه على معلومات أكثر عن حالة ابنته، وتسلم التحاليل المطلوبة في المستشفى والتي أكدت وجود تطابق مع الطفلة وإمكانية تبرعه. وقال الشاب مشاري الطالب في قسم الإعلام في جامعة الملك سعود «نجحت في التحاليل والتقيت اللجنة الطبية التي أكدت أن نسبة نجاح العملية (97- 98%)، وهو ما شجعني ووقعت على العملية التي تحدد موعدها وخضعت لها مع الهنوف والحمد لله تكللت بالنجاح وتم نقلي للعناية المركزة في مستشفى العسكري بالرياض». وأضاف: «عندما جاء وقت مواجهة أهلي وإبلاغهم برغبتي في التبرع بجزء من كبدي، أيدني أبي فورا، واتفقنا معا على إخفاء ذلك عن والدتي»، مشيرا إلى أن علاقته بالطفلة الهنوف تقتصر على أنهما أبناء وطن واحد، ولم يكن يعرفها من قبل فهي من منطقة وهو من أخرى. وتمنى مشاري أن يصل فعله لكل أعداء الوطن، ليعرفوا كيف حال أبناء المجتمع السعودي، ويبكون دما على ما يخسرون في محاولة زعزعة أمن الوطن، مؤكدا أن كل التفجيرات الإرهابية، لم ولن تؤثر في أبناء المملكة.