ينبغي أن لا يقتصر العمل الأمني على الكشف عن هوية منفذ التفجير والكشف عن خلية تهدد أمن الوطن فقط، لأن كل هذا عمل دفاعي فقط لما نواجهه من تفجيرات ينفذها المغرر بهم. بل الواجب أن يتحول الأمر من دفاع يتركز عمله على اكتشاف المفجر إلى مرحلة دفاعية أكثر تقدما من خلال التعرف على طرق إغواء شبابنا والهجوم على عقولهم واستلابها. فيتوجب الآن أن يكون العمل لمواجهة الحرب الفكرية التي تواجه شبابنا وتحولهم إلى قنابل وأحزمة ناسفة لقتل أهلهم ومجتمعهم. إن الطرح الإعلامي حاليا وخصوصا في الصحف تجاوزه الزمن وكله شجب واستنكار وإدانة، وهذه لم تقدم شيئا، بل يجب أن يتحول الأمر من الاستنكار والشجب إلى مرحلة التأكيد والمطالبة بضرورة أن يتم التصدي لهذا الفكر من خلال معرفة وسائله وأساليبه. فالأمر يتطلب إجراء دراسات في عدة مجالات يقوم بها خبراء ومتخصصون من وزارتي الداخلية والإعلام والجامعات وتقنية المعلومات من أجل معرفة كيف وصل فكر الخوارج إلى هؤلاء، وما الأساليب التي يستخدمها الخوارج من أجل جذب هؤلاء الشباب، ثم ما الأساليب والرسائل التي يتم استخدامها لتغيير فكر هؤلاء الشباب وغسيل أدمغتهم. يتطلب الأمر دراسة حياة كل شخص من الأشخاص المقبوض عليهم أو من الذين فجروا أنفسهم وفحص أجهزتهم الهاتفية المحمولة وحاسباتهم الآلية والتعرف على المواقع التي يزورونها وبريدهم الإلكتروني وغير ذلك من الأمور. ولابد من التحرك السريع أولا لمعرفة المواقع التي تؤثر بشكل كبير ويتم حجبها، ثم دراسة محتوى هذه المواقع ومعرفة المحتوى الذي يقدم بها، وكيف يقدم ومراحل التدرج بها لكي تجعل الشاب قنبلة موقوتة يفجرها أعداء الدين والأمة والوطن في الوقت الذي يريدون. ثانيا للاستفادة من أساليب الأعداء في تقديم مادة مناسبة ترسخ في نفوس شبابنا الإيمان الصحيح والعقيدة السليمة التي تحرم سفك الدماء. كما تغرس في نفوسهم حب الوطن. والولاء لقيادته.