صديق حبيب بعث لي بهذه المقارنة: زمان كان بيتنا غرفة صغيرة وصالة يتجمع فيها القرايب والجيران.. واليوم بيتنا كبير وغرف كثيرة ما فيها غير الأرض والجدران.. هذا مسافر وهذا مهاجر وهذا زعلان وهذا من الدنيا طفشان.. زمان كان غدانا رز الرصيص والكشنة صلصة.. نفرش الأرض ونأكل من صحن واحد وضحكتنا يسمعها الجيران.. واليوم السفرة مليانة بلحوم ودواجن وصحون أشكال وألوان.. بس يا حسرة الأماكن فاضية بتتمنى يملاها أهل المكان.. زمان بالحوش سهرتنا وأبوي يحكي لنا قصة كان يا ما كان، نشرب الشاي وحب وضحكتنا تبين الأسنان.. اليوم سهرتنا موبايل ونت وشات حتى صرنا بخبر كان.. زمان كنا نسأل عن بعض ونزور بعض ونتلاقى بالأحضان.. واليوم من العيد للعيد نتزاور غصب.. حتى السلام لله ما نسلم والقعدة على قلوبنا نيران.. زمان إذا مرض الواحد فينا تجمعت حواليه القرايب والجيران.. واليوم الأخ ما يقدر يقول لأخوه الحقني تراني تعبان.. زمان كان الأخ يفدي أخوه وأخته بكل ما عنده حتى لو كان طفران.. واليوم تلقى واحد مو لاقي ياكل وأخوه في العسل غرقان.. ومسوي.. نفسه زعلان.. لأتفه الأسباب، وقطيعة.. وهجران لآخر الزمان.. وينكم يا أهل الزمان تشوفوا القلوب ويش سوت بين الأخوات والإخوان !! لا عاد الود يجمعهم ولا عادت.. المحبة بقلوبهم.. (ولا احترام الكبير منهم زي أيام زمان).. أول المائة ريال تكفي العائلة.. والحين ألف ريال ما تكفي لواحد.. أول سيارة واحدة في البيت تكفي البيت والجيران.. والحين في البيت وكالة سيارات والأم يوصلها السواق.. أول في الحارة مسجد واحد وبعيد وكل الناس تصلي.. والحين في الحارة أكثر من ثلاثة مساجد والمسجد فيه صف واحد. أول الحريم غير متعلمات وحجابهن وهن نائمات على رأسهن.. والحين جامعية ونص شعرها طالع.. أول تعرف وش متعشي جارك.. والحين يسافر ويمرض ويروح ويرجع وأنت ما تعرف عنه أي شيء.. أول تلفزيون واحد في البيت وقناة واحدة وفترة للأطفال وفترة للكبار.. والحين كل غرفة بتلفزيون وألف قناة ولا مراقب.. أول تلفون واحد في البيت وما يرد عليه إلا الأب أو الأم.. والحين كل واحد في البيت عنده جهازين ولا مراقب.. للأسف واقع نعيشه.. ويقولون ليش المجتمع تغير.. كافي تلومون الزمان وعقرب الساعة يدور.. نفس الشهر، نفس الشهر، نفس الفصول الأربعة.. اللي تغير واختلف.. صدق المبادىء والشعور.. كانت بيوتنا صغيرة بس.. صدورنا وسيعة.. واليوم نسكن في السعة.. بصدور ما فيها سعة» .. للأسف الكلام صحيح (100/100)... كلام كله في قمة الروعة.. السطر الأخير : أين الليالي اللواتي سببت سقمي يا ليلة بعدها عيناي لم تنم. [email protected]