عرف الغواص عبدالله التركي قاع البحر في مياه الخليج لاستخراج اللؤلؤ منذ نعومة اظفاره، وشارك رحلات الشقاء والابتعاد عن الاهل والاصدقاء منذ عمر العاشرة تقريبا، مهنة الغوص بحسب التركي ليست سهلة فهي تتطلب مهارات وجلدا وصبرا وقدرة على مقاومة اهوال البحر. وقال التركي «عملية الغوص في الوقت الراهن سهلة ولا تشكل صعوبة بالمقارنة مع المشاق في الماضي، كما أن العدة المستخدمة فيها سابقا لا تتضمن الاوكسجين، بل تعتمد على مدى نفس الغواص وطوله، إذ كان يضطر للعودة لسطح الماء من فترة لأخرى لالتقاط بعض الهواء قبل العودة مجددا للبحث عن المحار». واشار الى ان تاريخه في الغوص يبلغ عقدا واحدا تقريبا، موضحا أن التعرف على اسرار البحر بدأ مبكرا مع والده عبر القارب الخشبي الذي يمتلكه، مضيفا ان عملية استخراج المحار ممزوجة بالمتعة والخطورة في الوقت نفسه. وذكر أن قليلا من المحار يحمل ثورة وغالبيته يكون فارغا، بيد أن الظفر باللؤلؤ يزيل آثار التعب التي كابدها الجميع خلال رحلة الابحار في الاعماق، حيث تسهم هذه اللؤلؤ في تعويض الخسائر التي سبقت عملية الابحار،خصوصا وان الفقر الذي يعيشه الغالبية في تلك الفترة يدفع البحار للاقتراض بهدف تجهيز المراكب بالاحتياجات والمؤن. وذكر بأنه عمل في البحر ما يقارب عشر سنوات، حيث ترك الغوص عن عمر يناهز 20 عاما ليلتحق بشركة ارامكو عام 50م الا انه لا زال يعشق الغوص وكل ما يتعلق بالبحر. وأوضح أن مهنة الغوص منحته دراية تامة بالانواع الثمينة والرخيصة من اللؤلؤ من خلال النظرة الاولى، مبينا أن الاحتكاك باصحاب الخبرة ولد لديه هذه القدرة على معرفة اسرار اللؤلؤ، مشيرا الى ان اللؤلؤ ينقسم الى عدة اقسام كل قسم يختلف عن الاخر في الثمن تبعا للحجم والنقاوة وغيرها من الامور الفنية التي يدركها الخبراء. ولفت إلى أن طريقة الاحتفاظ باللؤلؤ تعكس القيمة النفسية لهذه المجوهرات، حيث يحتفظ به في صناديق مصنوعة من البلاستيك تسمى (مسفط) او (التباية) وهي عبارة عن قطعة قماش يلف فيها اللؤلؤ وجمعها تبايب، مبينا ان اللؤلؤ الطبيعي ما يزال يحتفظ بجاذبيته لدى الجميع، موضحا ان جهاز العروس في الفترة السابقة يتضمن لؤلؤا تقدم اليها كهدية.