بعض الناس حباهم الله بذكاء (مفرط)، يعجز التعبير عن وصفه، ولا شك أن مثل هذه النماذج قد مرت على بعضكم منها على سبيل المثال لا الحصر: عندما تكون أنت واقفا أمام (المصعد) بالدور الأرضي، ويأتي أحدهم ويسألك: أنت طالع فوق ؟! أو يتصل عليك بتلفون منزلك (الثابت)، ويسألك: انت فين؟! أو تكون بالحمام ويدق عليك الباب المغلق، ويسألك: ايش تسوي؟! أو يشاهدك وانت (تافل العافية) تكحكح وتعطس وترفس من شدة الزكمة، ثم يسألك بكل برود: هل أنت مريض؟! أو تكون خارجا لتوك من المسجد مع الخارجين، ويأتي يسألك: خلصتوا الصلاة ؟! هذه الأسئلة العبقرية وغيرها تهون، عندما بلاني ربي مع رفيق سفر (علة) في بلد خارجي، وذلك عندما اقتحم علي غرفتي في الفندق بعد منتصف الليل، وكنت ممددا بالسرير ومغمضا عيني، ووقف يسألني بكل براءة وغباء: انت بتنام؟! فما كان مني إلا أن اتطلع له بعين واحدة دون أن أرفع رأسي قائلا له: لا يا حبيبي، إنني أحاول أن أموت. *** في مطبوعة قديمة أكل الدهر عليها وشرب، قرأت هذه المعلومات الموثقة لكي يهتدي في وقتها كل من كان مزمعا على الرحيل في ذلك الزمن الغابر، وهي تحدد المدة الزمنية لكل من أراد أن يسافر على ظهر جمل، وكانت هي الوسيلة الوحيدة المتاحة في ذلك الوقت التي لا يشق لها غبار، وأتت المعلومات كالتالي: من الرياض إلى الكويت: (12) يوما، من الرياض إلى القطيف ثمانية أيام، من الرياض إلى القصيم خمسة أيام، من الرياض إلى حائل تسعة أيام، من الرياض إلى مكة (18) يوما، وبعدها بثلاثة عقود أتت السيارة، فاختصرت المدة بالسفر من الرياض إلى مكة قبل (الأسفلت) إلى أربعة أيام، وبعد ثلاثة عقود أخرى أتت الطائرة فاختصرت مدة السفر من الرياض إلى جدة بساعة واحدة، بعد أن كانت في زمان السيارة (القديمة) (96) ساعة، وفي زمان الجمل (432) ساعة، فهل يحق لنا أن نردد بيت الشعر مع خالد الفيصل ونقول: يا زمان العجائب وش بقى ما ظهر ؟! قطعا هناك بقية سوف تظهر، ولكن (يا من يعيش) !! (قتل الإنسان ما أكفره)، وما أروعه كذلك. *** أعجبني أحدهم – وهو على فكرة من الناس (اللي بايعنها) – وذلك عندما سأله أحدهم في مجلس عامر قائلا: يا فلان، هل أنت من التيار السلفي، أم من التيار (الليبرالي) ؟! فأجابه وهو يلعب له حواجبه قائلا: أنا من التيار (الكهربائي) يا سيدي. ساعتها لم أملك إلا أن أصفق له قائلا: ينصر دينك، صح لسانك.. [email protected]