ساهمت جولات الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع المكوكية لكل من روسياوفرنسا ومصر والأردن في إعطاء دفعة قوية للشراكات السعودية الاستراتيجية مع موسكو وباريس والقاهرةوعمان بما يتناسب مع طبيعة المرحلة السياسية الحالية التي تتطلب تعزيز التحالفات وتحقيق المصالح الاستراتيجية للمملكة على ضوء المعطيات الإيجابية التي حققتها عاصفة الحزم في اليمن واستمرار أزمات المنطقة وفي ظل تداعيات الاتفاق النووي الإيراني مع القوى الكبرى والسعي للجم إيران ووقف مشروعها الطائفي القميء وتعزيز التقارب مع مختلف الدول العظمى والمحورية في المحيط العربي اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، خاصة أن الأمير محمد بن سلمان أسس خلال زياراته القصيرة قواعد بنيت على المصالح والمتغيرات الاستراتيجية السياسية والتي ستظهر قريبا نتائجها. إن سياسة المملكة التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تعتمد على الحزم مع الذين يسعون لتحويل المنطقة لبؤرة طائفية إرهابية وتقوية العمل العربي المشترك ودعم السلام في المنطقة وتعزيز الأمن العالمي. ففي موسكو حرص الأمير محمد بن سلمان على وضع الرئيس بوتين في أجواء التحرك السعودي حيال قضايا المنطقة وتحديدا الأزمة اليمنية والسورية والعراقية حيث عبر الجانبان السعودي والروسي عن رغبتهما الأكيدة في تعزيز الحوار السياسي وتعزيز الجهود السعودية الروسية المشتركة لدعم عملية السلام وتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ودعم وحدة العراق والحفاظ على استقلاله وسيادته والامتناع عن التدخل في شؤونه الداخلية والتشديد على إدانة الإرهاب بكافة أشكاله. زيارة محمد بن سلمان لباريس ما هي إلا امتداد لنفس النهج لتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع حلفاء المملكة حيث أعطت الزيارة دفعة قوية للعلاقات السعودية الفرنسية في ظل تسارع التغيرات الدولية والإقليمية التي تتطلب تبادل الآراء وتنسيق المواقف بين المملكة والدول الصديقة التي تتبوأ فيها فرنسا موقعا متميزا خاصة أن السياستين السعودية والفرنسية تجمعهما رغبة مشتركة في الإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في العالم وبالخصوص في المنطقة. محطة القاهرة كانت بكل المعايير زاخرة بالعديد من المعطيات الهامة والتاريخية من منطلق حرص الرياضوالقاهرة على بذل كافة الجهود لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعمل سويا على حماية الأمن القومي العربي، ورفض محاولات التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية خاصة أن الزيارة تمخضت عن تطوير التعاون العسكري والعمل على إنشاء القوة العربية المشتركة وتعزيز التعاون المشترك والاستثمارات في مجالات الطاقة والربط الكهربائي والنقل وتحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين وتكثيف الاستثمارات بهدف تدشين مشروعات مشتركة، وتكثيف التعاون السياسي والثقافي والإعلامي لمواجهة التحديات والأخطار التي تفرضها المرحلة الراهنة وتعيين الحدود البحرية بين البلدين، والعمل من أجل ضمان تحقيق الأمن القومي العربي. وفي عمان حرص الأمير محمد بن سلمان بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على التأكيد على أهمية تعزيز التعاون الاستراتيجي السياسي والاقتصادي والعسكري والأمني بين الرياضوعمان وعلى أهمية العمل المشترك في مكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية، ودفاعا عن أمن المنطقة، حيث أكد الجانبان السعودي والأردني على أن سلامة وأمن الأردن والسعودية هو كل لا يتجزأ ورفض البلدين القاطع لمحاولات تدخل إيران في الشؤون الداخلية للدول العربية والهادفة إلى زعزعة الأمن والاستقرار فيها، مشددين على أن مبادئ حسن الجوار تقتضي الابتعاد عن التدخل في شؤون الدول العربية ومحاولات بسط الهيمنة. وكمحصلة نهائية فإن جولات الأمير محمد بن سلمان عززت السلام وأعطت دفعة للجم الإرهاب وساهمت في رفض الفكر الطائفي القميء الذي تتزعمه إيران، وأرسل رسالة عالمية أن المملكة مع السلام والأمن وضد الإرهاب والطائفية.