ما إن يقترب القادم من الطائف صوب الحوية وقبل جسر الأمير محمد بن عبدالعزيز إلا ويشاهد على يمينه وعلى بعد 3 كم العمائر والمنازل لحي الرويدف الذي أنشيء قبل 14 سنة والمسمى على اسم جبل صغير يحد الحي من الجنوب الشرقي. اللافت في الأمر أن الأهالي يطالبون منذ نشأة هذا الحي بالخدمات العامة والبلدية الأساسية، لاسيما أنه يقع ما بين الطائف ومحافظة الحوية، ورغم هذا فإن المشاريع الخدمية تغيب عنه، مما دفع البعض في التفكير في الهجرة عن الحي والبحث عن الخدمات في مكان آخر، في وقت تتعامل فيه الجهات المعنية مع هذه المطالبات بشكل روتيني أعاق التنفيذ وحد من إنجازها بالشكل المأمول. وفي حديثهم ل «عكاظ» أعرب عدد من سكانه عن تضجرهم من غياب الخدمات... في البدء يقول عواض بن وتيد الحارثي: إن الطريق الوحيد الذي يربط حي الرويدف بطريق المطار ومن ثم الحويةوالطائف يخترق الوادي الكبير، الذي يبعد عن منازل الحي 500 م فقط، وعند هطول الأمطار وجريان السيل في الوادي حتى وإن كان من السيول المتوسطة ينقطع الحي بأكمله ويعزل السكان كونهم لا يستطيعون اجتياز الوادي بسياراتهم». ويرى أن الحل المناسب لهذه الإشكالية يكمن في إنشاء عبارات على الوادي لتصريف مياه الأمطار بحيث يكون الطريق مرتفعا لتعبر السيارات بأمان بدلا من الطريق الحالي الذي ينخفض عند مروره ببطن الوادي. ويشكو العم نايف العتيبي من عدم وجود مركز صحي داخل الحي، وهو ما يجعل السكان الذين يتجاوز عددهم ثلاثة آلاف نسمة يضطرون إلى مراجعة المراكز الصحية الواقعة في أحياء أخرى مجاورة للرويدف، مضيفا: غالبا ما نقع في مشكلة عند مراجعة المراكز الصحية المجاورة لنا بسبب أننا لا نقطن في الأحياء التي تقع فيها هذه المراكز الصحية، مشيرا إلى أن الأهالي لا يستطيعون إيصال مرضاهم إلى المراكز الصحية والمستشفيات المجاورة خلال هطول الأمطار وجريان السيول في الوادي المجاور للحي الذي يشكل حاجزا لا يمكن تجاوزه، مطالبا مديرية الشؤون الصحية في الطائفوالحوية بالعمل الجاد لإنشاء مستوصف ومركز صحي في حي الرويدف يقدم خدماته الصحية والطبية للمرضى والمراجعين، فذلك ما يسهم في تخفيف الضغط وكثافة المرضى على المراكز الصحية المجاورة للحي. وانتقد ماجد بن مناحي البقمي انتشار وتكدس النفايات في مختلف أنحاء الحي، محملا البلدية مسؤولية ذلك كون سيارات النظافة لا تمر على الحي إلا مرة واحدة كل أسبوع الأمر الذي أسهم في انبعاث الروائح الكريهة وانتشار الحشرات داخل الحي، بالرغم من البلاغات المتكررة التي تقدم بها السكان عن سوء أعمال النظافة، مشيرا إلى أن الأمانة عمدت قبل ثلاثة أسابيع إلى سفلتة الحي إلا أنها تركت بعض الطرقات والشوارع دون سفلتة بلا سبب واضح، كما أن الطرقات التي تمت سفلتتها غير مكتملة بعدما ترك المقاول المنفذ مسافة ترابية بين منازل الحي ومشروع السفلتة وهو ما جعل الغبار والأتربة تنبعث في الأجواء عند مرور السيارات، مطالبا بلدية الحوية بتنفيذ جولات ميدانية للوقوف على التجاوزات والملاحظات المرصودة من قبل السكان والعمل على حلها في المستقبل القريب. واستغرب شباب فايز العتيبي، من افتقاد الحي لمدارس المرحلة الثانوية، للبنات والبنين، رغم وجود مدارس للمرحلة الابتدائية والمتوسطة منذ أكثر من 15عاما، مشيرا إلى المعاناة اليومية التي يتكبدها الأهالي في سبيل إيصال بناتهم وأبنائهم إلى مدارس الأحياء المجاورة، مضيفا: من أشد الأمور إيلاما وخطورة أن بعض الطلاب الذين يدرسون في المدارس المتوسطة والثانوية في الحوية يضطرون إلى العودة لمنازلهم سيرا على الأقدام لمسافة طويلة يتخللها عبور طريق المطار السريع. شبكة منزلية للمياه ويقول مبارك بن عواض الحارثي : «يتميز حي الرويدف بالهدوء الذي لا يعكره سوى صوت صهاريج المياه التي تجوب الحي لنقل مياه التحلية من أشياب الحوية إلى المنازل، في مشهد يشوه الصورة الحضارية للحي، وأتمنى أن ننعم بشبكة منزلية لإيصال مياه الشرب أسوة بالحي القديم الذي لا يبعد عنا سوى سبعة كلم». وأضاف: استنزفت صهاريج المياه جيوب الأهالي وكبدتهم خسائر مالية فادحة، فكل مرة أتوجه للحصول على صهريج من أشياب الحوية يتم إضافة عشرة ريالات على التسعيرة الرسمية لأسباب لا أعلمها، فضلا عن تسبب هذه الصهاريج في العديد من الحوادث المرورية حيث يتولى قيادتها عمالة غير مؤهلة أو مدربة على القيادة السليمة واحترام حقوق السير والمشاة. ويعتبر سفر العالي، أن تكثيف تواجد الدوريات الأمنية من أهم مطالب سكان الحي وخاصة في الفترة المسائية التي تشهد تجمعات شبابية على نطاق واسع. وطالب أحمد القرشي بتنفيذ حديقة عامة في الحي تحتوي على ألعاب وملاهٍ للأطفال وملاعب للشباب ليتمكنوا من قضاء أوقات فراغهم داخلها. وأضاف: دائما ما يتعرض أبناؤنا للإصابات والجروح بسبب ممارستهم للعب كرة القدم على أرضيات ترابية مليئة بالحصى والأشجار الصغيرة..