أكد ل«عكاظ» وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق السديري أن موسوعة خطب الجمعة (77 خطبة في أربعة مجلدات تتناول العقيدة والعبادات والأخلاق والسلوك)، التي ستوزعها الوزارة على الخطباء ليست ملزمة لهم، مبينا أنها موسوعة استرشادية تعين الخطيب على اختيار موضوعات الخطبة وطريقة التناول، منها خطب من الحرمين الشريفين، وأخرى لمفتي عام المملكة، لافتا إلى ثقة الوزارة في الخطباء وقدرتهم على إعداد الخطب وفق رؤية إسلامية توعوية تراعي ثوابت الوطن ومستجدات العصر والإسهام في توثيق صلة المجتمع بدينه ووطنه. وأضاف أن موضوعات الموسوعة شاملة في عرضها للإشكالات، ما يمكن الخطيب من أن يسترشد بها طوال العام، وروعي فيها الهدي النبوي في الخطب، وأن تكون ذات فائدة للمجتمع بأسلوب ميسر ووسطي ومعتدل. من جهة أخرى، ثمن خطباء جمعة في الباحة هذه الخطوة لما فيها من دروس عملية تعين الخطيب على أداء واجب أمانته، وأمل إمام وخطيب جامع بشير خبتي الدميني أن يستفيد الخطباء والأئمة من الموسوعة بما تتضمنه من خطب لأعلام الخطابة في بلادنا. ولفت إمام وخطيب جامع الراعب عبدالرزاق بن صالح إلى أهمية الموسوعة في تعزيز أسلوب تناول الخطباء للقضايا والمواضيع والأحداث، مؤكدا أن كل خطيب قادر على كتابة الخطبة وإلقائها، إلا أن التوفيق قد لا يكون حليفه دائما في اختيار المواضيع وتوقيتها وطريقة عرضها، وأضاف أن الحكمة في طرح المواضيع ومراعاة حال الوافدين من الجاليات واحترام بلدانهم ينم عن وعي الخطيب بدوره ويحتم عليه الحرص على تحبيب الناس في دينهم وتجنب النقد الجارح لأخطاء الناس وطرح البدائل عندما ينتقد تصرفا أو سلوكا مذموما ويقدم الحلول أو مقترحات تسهم في الحل لأي إشكال مجتمعي، مؤملا أن يتخلى بعض الخطباء عن موضة تحويل منبر الجمعة المقدس إلى قناة تلفزيونية تبث الغث والسمين والصراخ والتشنج؛ لأن المنبر مؤسسة قائمة بذاتها تمثل الوجه الحسن للمسلمين وتقدم منهجا ورؤية إسلامية متسامحة تحبب الخلق في دين الله وتلتمس الأعذار للمخطئين وتقيل عثرات المجتهدين وتوثق الصلة بين الدين والوطن واحترام القيادة وتقديم واجب الولاء لمن ولاهم الله علينا من حكامنا.