في رمضان أصدرت داعش مجلة باللغة التركية اسمها «القسطنطينية» ويكفي أن تكتب في بحث تويتر «القسطنطينية» لتتأكد أنها الوجهة الجديدة لداعش فحسابات لأتباع داعش تنشر صورا التقطوها مع شعارات وصور لزعيم داعش من الأماكن الحيوية في تركيا مع تهديد ووعيد للأتراك تشير أنهم عرب وجاؤوا من خارج تركيا، وهذا سر تفجيراتها الأخيرة في تركيا والمناوشات معها عبر الحدود، فهناك تداول بين أتباع داعش للنبوءات النبوية عن فتح القسطنطينية ولا يعتبرون فتح محمد الفاتح للقسطنطينية هو المقصود، فمن المفارقات ذات الدلالة العميقة أن داعش تسمي اسطنبول باسمها القديم «القسطنطينية» مع العلم أن معنى اسطنبول أو إسلام بول: مدينة الإسلام. لكن داعش اختارت تسميتها باسمها الروماني نسبة للإمبراطور الروماني الوثني قسطنطين الأول الذي يعتقد المسيحيون أنه تنصر في نهاية حياته وهو الذي كان وراء فرض العقيدة المحرفة في تأليه المسيح ومنع المذاهب المسيحية التوحيدية التي كانت تنكر ألوهية المسيح وأحرق أناجيلها وقتل قياداتها لأنه أراد فرض نسخة المسيحية الموافقة للثقافة الرومانية. ولهذا دلالتان هامتان؛ الدلالة الاولى: أنها تثبت رغبة أتباع داعش في العودة بالزمن ليعيشوا في التاريخ الماضي وتصوراتهم الطوباوية عنه ولهذا يصرون على تسمية البلدان بأسمائها القديمة من ما قبل الاسلام والتي بقيت متداولة حتى العصور الوسطى بدل الاسماء الاسلامية التي اكتسبتها لاحقا، أما الدلالة الثانية: فلها علاقة بمذهبهم الخوارجي التكفيري وقولهم بردة كل الشعوب المسلمة، فحسابات داعش تزعم أن النبوءات عن فتح القسطنطينية ليس المقصود بها محمد الفاتح إنما المقصود بها البغدادي زعيم داعش وأن فتح داعش ل«القسطنطينية» سيليه فتحها لروما «يقصدون الغرب النووي» ثم العالم بعد مواجهتها النهائية بمرج «دابق» وهو اسم مجلة داعش الرسمية. وهذا المنحى لدى داعش في زعم أن نبوءات آخر الزمان تتحقق بها وبخاصة أنها كما تدعي «الخلافة على منهاج النبوة» هو قديم كما جاء برسالة استقالة قاضي داعش أبو سليمان الذي ذكر من أسبابها؛ «انحرافاتها العقائدية» بزعمها أن نبوءات آخر الزمان تتحقق فيها فقال عن زعيمها «جزم بأن المهدي سيظهر في أقل من عام وكان هذا في رمضان 1427ه ، مما دعاه إلى القول بأننا سنملك الأرض كاملة في أرض الرافدين في غضون ثلاثة أشهر.. ونتج عن هذا اتخاذ القرارات وكأن الساعة ستقوم غدا.. حتى إنه أمر بعض الأخوة بأن يصنعوا له منبرا ليرتقيه المهدي بالمسجد الأقصى وآخر لمسجد رسول الله والثالث للمسجد الأموي بدمشق»!.. [email protected]