في السنين الخوالي كنا إذا خرجنا من المسجد النبوي عصرا نسير في طريق سالك وشوارع عطرة بروائح الزهور وبالذات الورود التي تنطلق رائحتها الزكية من مزارع قباء التي كانت قائمة على جانبي الطريق والتي كانت منتزه الزوار وأهل المدينة خلال أيام العيد. وبقيام المباني من غير تخطيط منذ ثلاثين عاما، أصبح ذلك الطريق غيره بالأمس، فالسيارات تتسابق فيه والحفر تنتشر ما بين ثلاثة أو أربعة أمتار. واليوم نتطلع لتنفيذ مشروع طريق السنة وهو الطريق الذي يربط المسجد النبوي بقباء وفق ما نشرت «عكاظ» بتاريخ 18/9/1436ه . إن مشروع درب السنة، الذي يمتد من المسجد النبوي إلى منطقة مسجد قباء والخدمات المساندة التي هي عليه، واعتمده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال زيارته إلى المدينةالمنورة، في رسم ملامح تاريخية وثقافية وحضارية واقتصادية، وخضع قبل اعتماده لعدد من الدراسات التي شارك فيها عدد من الجهات المختصة لإحياء ذاكرة المواقع التاريخية بالمدينةالمنورة. ويمتد مشروع درب السنة على طول 3 كيلو مترات، حيث يبدأ من جنوب المسجد النبوي، حتى المنطقة الشمالية المحيطة بمسجد قباء التاريخي، إضافة إلى قطع أراضٍ مطورة تضم مجموعة من الفنادق والأبراج السكينة. وكان صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينةالمنورة رئيس هيئة تطوير المدينةالمنورة أوضح في برقية رفعها لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أن المشروع يعد من الأفكار الرائدة لإحياء ذاكرة المواقع التاريخية بالمدينةالمنورة وتحقيق مسار رئيسي آمن للمشاة يربط بين مسجد قباء والساحات من حوله وبين المسجد النبوي، روعي في تصميمها الطراز المعماري الأصيل للعمارة التراثية في المدينةالمنورة والمحافظة على مزارع النخيل المحيطة بمسجد قباء وتكون منتزها لسكان المدينةالمنورة والزوار ، بما في ذلك تنفيذ مجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية بالمدينةالمنورة لتعزيز دورها الثقافي الريادي والحضاري على مستوى العالم الإسلامي. هذا ويتضمن المشروع إنشاء نحو 5 مساحات مختلفة، وإعادة عدد من البوابات القديمة في المدينةالمنورة، بالإضافة إلى الحفاظ على المسطحات الخضراء الداخلة في نطاق المشروع، ومن المقرر أن يحاكي مشروع درب السنة العناصر المرتبطة به النسيج العمراني التراثي والتاريخي للمدينة المنورة. السطر الأخير : وأسأل ربي أن يصلي دائما على المصطفى ما حج ركب وما لبى. [email protected]