أكد المدير العام للعلاقات الخارجية في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ عبدالمجيد العمري، أن مشاركة المملكة في أعمال الندوة الدولية حول التناول الإعلامي للرموز الدينية في ضوء القانون الدولي، تأتي انطلاقا من جهودها -رعاها الله- الداعمة لإرساء مبادئ العدل والإنسانية وتعزيز قيم ومبادئ التسامح في العالم، والتأكيد على أهمية احترام الأديان والرموز الدينية وعدم الإساءة لها. وأشار في كلمة في حفل الافتتاح أمس بمدينة ليل الفرنسية، إلى تأكيد المملكة منذ عدة سنوات على أن المجتمع الدولي أصبح بحاجة ماسة إلى مواجهة ظاهرة العنف والتعصب الديني والعرقي والثقافي، حيث ينتشر التطرف والعنصرية والكراهية بين مجتمعات العالم وشعوبه في وقت أصبح فيه العالم قرية واحدة، لا يمكن لأي مجتمع أن يعيش في معزل عن هذا العالم. وذكر أن المملكة أوضحت أن إطلاق حرية التعبير بلا حدود أو قيود قد أدى إلى انتهاك وتجاوزات لحقوق دينية وعقائدية ما يتطلب من الجميع تكثيف الجهود من أجل تجريم من يتعرض للأديان السماوية وللأنبياء والكتب المقدسة والرموز الدينية وأماكن العبادة، وأن مثل هذه التجاوزات تؤدي إلى تغذية التعصب والتطرف وانتهاك حقوق الآخرين، في ضوء تعاظم ظاهرة ازدراء الأديان ورموزها من قبل من اتخذوا من حرية التعبير مدخلا ووسيلة للهجوم على الأديان السماوية، وعلى الأخص الدين الإسلامي الحنيف ورسوله الكريم محمد عليه أفضل الصلوات والتسليم، من دون رادع أخلاقي أو قانوني. وأضاف: إن المملكة دعت أيضا أمام المجالس الدولية والأممية لحقوق الإنسان الدول إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجريم جميع أعمال التشهير بالأديان والتمييز على أساس الدين وتفعيل الجزاءات المناسبة التي تشكل ردعا ملائما لمثل هذه الممارسات، مطالبة في الوقت نفسه الجميع دولا ووسائل إعلام وهيئات دولية بالابتعاد عن إثارة الفتن والأحقاد والضغائن ضد الإسلام والمسلمين وضد أي من الأديان السماوية وعدم ازدراء الأنبياء والرسل. وشدد على أن مبادئ الحرية، والتعبير عن الرأي، لا تعنيان التطاول على مقدسات الآخرين، والإساءة إليهم، فأحد أهم مبادئ الحرية وقوفها عند حرية، ومشاعر، ومقدسات الآخرين. ودعا العمري إلى تبني مشروع قرار سواء في البرلمان الأوربي والبرلمان الدولي، والأمم المتحدة، يجرم الاعتداء، أو الإساءة إلى المقدسات، والأديان السماوية، وتشويهها، تحت شعار حرية الرأي حق مشروع، لافتا إلى أن ما تقوم به بعض الصحف الغربية، لا يخدم التعايش، وحوار الحضارات الذي يسعى المسلمون وغير المسلمين إليه، بل هو مناهض للقيم الإنسانية، والحريات، والتنوع الثقافي، والتسامح، واحترام حقوق الإنسان، كما أنها تعمق مشاعر الكراهية، والتمييز بين المسلمين، وغيرهم. وتتناول الندوة التي تختتم فعالياتها اليوم الأحد محاور من بينها (القانون الدولي وآليات الحماية الدينية: المنجزات والتحديات، التفاعل الحضاري المتسامح بين الشرق والغرب وأخلاقيات الحوار، الإسلام وهويته التحررية الكونية، قراءة في واقع مسلمي السويد: مسلمون خارج نطاق التغطية، الرموز الدينية في السينما والفضائيات، التعاطي الإسلامي والمواجهة الإعلامية نحو تفهم متبادل، شبح الإسلاموفوبيا والإنتلجنسيا العربية، الرموز الدينية في الكتابات العربية والغربية، دور التربية الإعلامية في مواجهة الصور النمطية والكراهية والتعصب).