بدأت في ليل الفرنسية أمس أعمال الندوة الدولية حول التناول الإعلامي للرموز الدينية في ضوء القانون الدولي بمشاركة ممثلين عن 16 دولة أوروبية، وعدد من المنظمات الدولية من بينها اليونيسكو ومنظمة التعاون الإسلامي ورابطة الجامعات الإسلامية ووزارات الشؤون الإسلامية في بلاد العالم الإسلامي من بينها المملكة العربية السعودية. وقال المدير العام للعلاقات الخارجية في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ عبدالمجيد العُمري، إن المملكة أكدت منذ سنوات على أن المجتمع الدولي أصبح بحاجة ماسة إلى مواجهة ظاهرة العنف والتعصب الديني والعرقي والثقافي. كما ذكر أن المملكة أوضحت أن "إطلاق حرية التعبير بلا حدود أو قيود أدى إلى انتهاك وتجاوزات لحقوق دينية وعقائدية، ما يتطلب تكثيف الجهود لتجريم التعرض للأديان السماوية وللأنبياء والكتب المقدسة والرموز الدينية وأماكن العبادة، لأنها تصرفات تغذي التعصب والتطرف وانتهاك حقوق الآخرين، في ضوء تعاظم ظاهرة ازدراء الأديان ورموزها من قبل من اتخذوا من حرية التعبير مدخلا ووسيلة للهجوم على الأديان السماوية، وعلى الأخص الإسلام، ورسوله الكريم من دون رادع أخلاقي أو قانوني". وأضاف "دعت المملكة أمام المجالس الدولية والأممية لحقوق الإنسان الدول إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجريم جميع أعمال التشهير بالأديان والتمييز على أساس الدين وتفعيل الجزاءات المناسبة التي تشكل ردعا ملائما لمثل هذه الممارسات، مطالبة بالابتعاد عن إثارة الفتن والأحقاد والضغائن ضد الإسلام والمسلمين وضد أي من الأديان السماوية وعدم ازدراء الأنبياء والرسل". وواصل "يشعر المسلمون بأنهم يُؤذَون نفسياً بالعدوان في التعامل السلبي مع الثوابت والمقدسات أكثر ما يُؤذون جسمانيا أو ماليا بالعدوان على الجسم والمال، ويعتقدون أن حقهم في عدم التسامح مع أي انتهاك لما ذكر، لا يقل عن حقهم في عدم التسامح مع أي انتهاك لحقوقهم أو حرياتهم الأخرى المقررة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان". وأكد أن مبادئ الحرية، والتعبير عن الرأي، لا تعنيان التطاول على مقدسات الآخرين، والإساءة إليهم، فأحد أهم مبادئ الحرية وقوفها عند حرية ومشاعر ومقدسات الآخرين. وقال "إدانة جميع الأعمال التي تخرج عن النطاق القانوني، وإغلاق الباب أمام المتعصبين، الذين يريدون أن يقع أتباع الديانات، والثقافات في صراع مستمر، لا رابح فيه سوى قوى الشر، والإرهاب، حق مشروع، كما أنه استفزاز غير مبرر لمشاعر مليار، ونصف المليار مسلم عبر العالم، يكنون الحب، والتقدير لنبيهم، صلى الله عليه وسلم". ودعا العمري إلى تبني مشروع قرار سواء في البرلمان الأوربي أو البرلمان الدولي، أو الأممالمتحدة، يجرم الاعتداء، أو الإساءة إلى المقدسات، والأديان السماوية، وتشويهها، تحت شعار حرية الرأي حق مشروع. وأكد أن ما تقوم به بعض الصحف الغربية، لا يخدم التعايش، وحوار الحضارات الذي يسعى المسلمون وغير المسلمين إليه، بل هو مناهض للقيم الإنسانية والحريات والتنوع الثقافي والتسامح واحترام حقوق الإنسان، كما أنها تعمق مشاعر الكراهية والتمييز بين المسلمين وغيرهم. وتتناول الندوة التي تختم فعالياتها اليوم محاور عدة منها "القانون الدولي وآليات الحماية الدينية: المنجزات والتحديات، التفاعل الحضاري المتسامح بين الشرق والغرب وأخلاقيات الحوار، الإسلام وهويته التحررية الكونية، قراءة في واقع مسلمي السويد: مسلمون خارج نطاق التغطية، الرموز الدينية في السينما والفضائيات، التعاطي الإسلامي والمواجهة الإعلامية نحو تفهم متبادل، شبح الإسلام وفوبيا والإنتلجنسيا العربية، الرموز الدينية في الكتابات العربية والغربية، دور التربية الإعلامية في مواجهة الصور النمطية والكراهية والتعصب".