يا حمامة مخنوقة الهديل.. أين هو صوتك المغروس كسيف في الخاصرة يفجر الحنان في صخور الجسد !؟ القي علي تحية العيد.. فكل المناديل تساقطت من يدي وأنا الوح لك حتى تيبس الكف.. قولي شيئا، تكلمي، حدثيني بذلك الصوت الذي يشبه أنامل زائر خجول يطرق بأنامله زجاج الدار بعد منتصف الليل !! أيها الشكل الذي يشبه الحريق.. كم بحثت في مطارات العالم عن مقعد واحد يأخذني إليك.. صرت أنظر إلى كل شيء يطير كأنني حمامة مقصوصة الجناح والوريد.. يا قرص الخبز الذي يشبه القمر.. يا من تمنحني أناملها حسا دافئا يرطب الأيام.. لا زال المكان يمتلئ بك كلما هبت رائحتك على العتبة، وكلما اخترق النسيم خشب النافذة.. المكان الذي جمعنا.. ما زال ينتظرك، تغني فيه حتى شجرة الصبار القاسية كلما تساقط عليها ندى عينيك «احرى بهذا القلب الذي لا يغني في العيد أن يكون عودا» فأستعير طرفا من ثوبك، أجعله خرقا وخمارا أحشو به ثقوب القلب وامسح ما ينساب من العينين من دموع.. يا مرآة تنتشر في النفس كالعطر في كل الجهات.. اشتقت اليك كعام جوع، اشتقت للنوم على ساعديك ليهرب وحش المجاعة مني.. لا زلت يا حبي الأول والأخير، الجنين الذي لم تشكل أعضاؤه بعد، يئن مع ((Matalia Cole )) عندما ياتيني صوتها المتعب كسهم ((Miss you like crazy)) كأن الأغنية عصفور يهيم تحت شباكي في هذا العيد ينادي طيفك ليظهر فترتعش الروح مثل زلزال يهدم هيكلا أغريقيا فيعبر مثل برق أمام عيني، المحه ولا أستطيع أن أمسك به.. يا روعة الألفاظ، يا من أعطيتني نبل الزيتون، وعادات الشمع، ووهبتني حبا بحجم النسيم دخل في كل مسام جسدي.. يا من يلبسني حضورها ثوبا من نور، ويطرح فوق كتفي شالا من غيم وظلا من رذاذ وهتان ومطر وريح وأعاصير.. يا من يوحي للعصفور أن يبني عشا في شقوق الغيم فيستجيب.. يا من لمحه ضوء من عينيها تخرق للواقف مليون حجاب.. أبحث عنك.. أبحث عن من كانت كلماتها تغطيني في الليل وتمسح لي دمعتي بكفيها كصغير، وتعاملني مثل أمير.. أبحث عن تلك البسمة التي هي شارع من ضياء وحرير، وعن الجبين الذي هو قمر نصف مكتمل مرشوش بالضباب.. أبحث عن جفنك الذي تتباهى الطيور بالوقوف عليه.. أبحث عن تلك الخصلة التي على عسلها تتكسر أمواج الشمس ويرن الذهب، ويعلو الصهيل.. اشتقت إليك يا وردة اللهفة وفعل الريح.. اشتقت لسعيرك وجمرك، وبردك وصقيعك، يا جرحي الهابط في فمي حتى الحلقوم.. اشتقت لقبيلة النساء فيك تتجمهر من حولي، يا كل النساء.. اشتقت لهمس كفيك ورائحة مسك عطرك ولطعم الملح المتقطر من جبينك .. ستبقين شجرتي الوحيدة المنتشرة جذورها بين العنق والوريد، ويظل غيابك خريفا يهبط بياضا في الشعر، وأعانقك في السر والجهر كما تعانق ريشة هذا القلم حبره الأزرق، فاحبك سطرا سطرا، وأعشقك حرفاً حرفا وافتقدك في كل عيد !! [email protected]