أكد اقتصاديان متخصصان على أن تراجع إجمالي الإيرادات المباشرة لشركات الاتصالات العاملة بالمملكة من 71.31 مليار ريال إلى 68.18 مليار ريال لا يمثل مشكلة اقتصادية في ظل مؤشرات التنامي في السوق المحلية، بقدر ما هو متوقع قياسا بحجم الأمور التي قادت إلى ذلك. جاء ذلك بعد أن أصدرت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية تقريرا أوضحت فيه أن عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة يتجاوز حاليا 19.6 مليون مستخدم. وحول انعكاس تراجع الإيرادات الذي تزيد نسبته على 4.2 في المئة على أداء المستثمرين في سوق الأسهم السعودية على المدى المتوسط؛ أوضح رئيس لجنة الأوراق المالية التابعة لغرفة تجارة وصناعة جدة محمد النفيعي أن قطاع الاتصالات حيوي ولا يمكن الاستغناء عنه، ما يعني أن حجم الإقبال عليه في تزايد. ومضى يقول: النتائج التي خرجت بها أغلب الشركات في قطاع الاتصالات خلال الفترة الماضية تؤكد على أن الزخم مازال قويا، ويدلل على أن القطاع واعد في ظل إشارات سوقية تكشف عن أن السوق السعودية قادرة على استيعاب شركات اتصالات إضافية. وعن أبرز الأسباب التي أدت إلى تراجع الإيرادات؛ أفاد المستشار الاقتصادي فهمي صبحة إلى أن الإقبال المتزايد على الاتصالات المتنقلة على حساب اشتراكات الهاتف الثابت تسبب في لجوء الكثير من المشتركين إلى إلغاء اشتراكهم في خدمة الهاتف الثابت، مشيرا إلى أن التقنيات المستمرة خاصة في الشبكات الافتراضية ستخفض كلفة الاتصالات في ظل اتساع عمل شبكات الجيل الثالث والرابع على نطاقات واسعة بالمملكة. وأكد أن المملكة تعد من أكثر الدول العربية إنفاقا على البنية التحتية لقطاع الاتصالات، إذ بلغ حجم انفاقها إلى ما يزيد على 120 مليار ريال في عام 2015 كونه يعد العصب المركزي لأي تنمية مستدامة. وأضاف بلغ حجم انخفاض الإيرادات المباشرة للشركات العاملة في المملكة 3.13 مليار ريال بنسبة 4.4 في المئة، ويمثل قطاع الاتصالات نسبة 2.75 في المئة من نسيج الناتج المحلي الإجمالي للمملكة. وإذا استبعدت الإيرادات النفطية تصبح مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي 7.7 في المئة. ومضى يقول: بلغت الاستثمارات الرأسمالية في القطاع مايعادل 8 مليار دولار معظمها في مشاريع البنى التحتية للهاتف الثابت، وما يعرف ب «شبكات الفيبر اوبتكس»، بالإضافة إلى خدمات النطاق العريض، والاتصالات المتنقلة، وحلول أمن المعلومات، والجيلين الثالث والرابع. وبين أن التنافسية ستزداد بين الشركات في خفض الأسعار في ظل توقعات هيئة الاتصالات السعودية بزيادة حجم الاستثمارات في المستقبل القريب قبل عام 2020 م مع تنامي حجم الطلب على خدمات الإتصالات وتقنية المعلومات خاصة، ودخول مشغلي الشبكات الافتراضية المتنقلة. وعن حجم الاستثمارات المقدرة في عام 2014 بمبلغ 111 مليار ريال التي زادت بنسبة 9 في المئة قياسا بالعام الذي سبقه، قال: ينقسم الانفاق الاستثماري الكلي في هذا القطاع إلى مانسبة 62.47 في المئة في مجال الاتصالات ونسبة 37.52 في المئة في قطاع تقنية المعلومات لتحافظ المملكة على ريادتها في هذا المجال بالمنطقة. يشار إلى أن التقرير الذي أصدرته الهيئة تضمن على تراجع في عدد الاشتراكات في خدمات الاتصالات الثابتة بسبب منافسة أسعار خدمات الاتصالات المتنقلة بجودتها، ونمو عدد الاشتراكات في خدمات النطاق العريض عبر شبكات الاتصالات الثابتة التي تشمل خطوط المشتركين الرقمية DSL والتوصيلات اللاسلكية الثابتة، بالإضافة إلى الألياف البصرية والخطوط الأخرى إلى حوالي 3 ملايين اشتراك بنهاية العام 2014م بنسبة انتشار تقدر بنحو 43.2 في المئة على مستوى المساكن في الوقت الذي يشهد فيه القطاع تحولا من خدمات خطوط المشتركين الرقمية عبر شبكات الاتصالات النحاسية الثابتة إلى التوصيلات اللاسلكية.