تهدد عواصف الصيف أو ما يعرف ب «الغبرة» حياة العابرين إلى قرى محافظة الدرب بجازان، مثل عتود ومنشبة والعرق، حيث تجتاح الرمال المحمولة الشوارع الرئيسية مما يجعل العبور محفوفا بالمخاطر، فيما تطمر الرمال المنازل، ليجد الأهالي أنفسهم في بحار من الرمال. وانتقد الأهالي غياب دور البلدية في عمليات إزالة الرمال، مشيرين إلى أنهم عند مباشرة المواقع يكتفون برفع نصف الرمال ويبقى النصف الآخر جاثما على صدورهم، وقادرا على طمرهم. واضطر أحمد علي العتودي من قرية منشبة لهجر منزله وتركه للرمال بعد أن يئس من إيجاد حل له، ولم يستفد من حلول البلدية حيث توفر سيارة واحدة لإزالة الرمال وهي لا تكفي لإزالة كل تلك الرمال من المنازل والطرقات، لذلك فضل الرحيل إلى مكان آخر في القرية وبنى منزلا لعله يقلل من مأساته لكنه أيضا يتخوف أن يأتي الدور على المنزل الجديد لأنه ليس بعيدا عن الرمال الزاحفة. وبين العتودي أن الإدارات الحكومية والمباني المدرسية لم تسلم من المشكلة رغم بعد بعضها عن واجهة القرية التي تعاني بشكل أكبر من الرمال الزاحفة. ويقول عبدالله سالم (من سكان قرية منشبة) الرمال الزاحفة وطمرها للمنازل زادت من معاناة الأهالي، فرغم الفقر الذي تعانيه بعض الأسر وخاصة الأرامل والمطلقات والعجزة إلا أن المشكلة تفاقم من معاناتهم فالرمال الزاحفة تفرض عليهم دفع مبالغ إضافية لمعالجة المشكلة وسحب أكوام الرمال من منازلهم، إلى الدرجة التي تضطر فيها بعض الأسر لدفع 10 آلاف ريال سنويا، للحلول المؤقتة لتلك المشكلة، حيث إن سيارات البلدية ليست كافية، فلو أردنا أن نحل مشكلة الناس في قرى الدرب يجب أن نبدأ أولا بحل مشكلة الرمال والزحف الذي تعاني منه الكثير من المنازل، مشيرا إلى أن المسكنات التي تضعها البلدية على الجرح ليست كافية لإنهاء المشكلة. ويؤكد حسن أحمد من قرية منشبة، معاناة السكان مع مرض الربو حيث غالبية سكان القرية والقرى المجاورة يعانون من مرض الربو وحساسية الصدر بسبب العواصف الرملية التي تعاني منها المنطقة وكل الحالات التي يستقبلها مركز صحي الدرب تعاني ضيق التنفس داعيا في الوقت ذاته لضرورة إيجاد حلول جذرية للمشكلة خاصة أنها هي السبب الرئيس لهجرة السكان وغالبية السكان تهجر منازلها في الصيف ويرحلون إلى المدن المجاورة وخاصة الأسر القادرة على دفع إيجارات الشقق المفروشة وأما غير المقتدرين فيبقون للتراب والرمال. ويرى أحمد محمد (من سكان محافظة الدرب) أن الحل في التشجير فهو الحل الأنسب لوقف زحف الرمال حيث تعتبر المعاناة الحالية أخف وطأة مما كان عليه الحال في السابق قبل دخول الكهرباء عندما كانت منازل الأهالي من الخيام والصفيح، فالمعاناة الآن تبدأ بدخول فصل الصيف ولمدة ثلاثة أشهر تقريبا عندما تشتد الرياح حاملة معها الأتربة وهي معاناة الكثير من قرى الساحل لكنها تزيد في الدرب كونها محافظة منخفضة وبعيدة عن الطريق الدولي وما إن تنتهي الشهور الثلاثة حتى يصعب علينا الخروج والدخول من وإلى منازلنا بفعل الرمال التي طمرتها عندها نستجدي بلدية الدرب التي تتعاقد مع إحدى شركات المقاولات بنظام الساعة بواقع 200 ساعة لإزالة أطنان من كثبان الرمال أمام المنازل المحاصرة والطرقات المغلقة وهو ما لا يمكن إنجازه في تلك الفترة الوجيزة ليظل معظمها في مكانه حتى حلول فصل الصيف الذي يليه لتتضاعف المعاناة بتضاعف كميات الرمال. من جانبه، قال رئيس بلدية الدرب المهندس محمد الخرمي إن مركز خدمات البلدية بعتود أزال مؤخرا الرمال من حول المنازل والشوارع بقرى عتود ومنشبة والعرق، كما وفرت البلدية 5 شيولات و8 قلابات وبلدوزر لإزاحة الرمال الناتجة عن الغبار والتي تؤدي لإغلاق مداخل المنازل، وبين أن العمل جار على مدار 24 ساعة، وتوفر البلدية كافة الإمكانات المتاحة لمواجهة موسم الغبار، مشيرا إلى أن على المواطنين إبلاغ مركز الخدمات بعتود عن أي ضرر لتتم معالجته.