مشاعر ممزوجة بالأسى والفرح غمرت المعتمرين المغادرين في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة.. فرح بلقاء مرتقب مع الاحباب والاهل والاسر وأسى بوداع اشرف البقاع مكةالمكرمة والمدينة المنورة حيث قضى المعتمرون اياما لا تنسى في الرحاب الطاهرة وشهدوا العيد والعشر الاواخر من رمضان. الاوضاع بدت هادئة في المطار لا زحام أو تدافع فضلا عن ان الساحات خلت من كثافة السيارات ما يعني مضي برنامج الرحلات المغادرة كما هو مخطط له. آخر صورة تدفقت الى باحات وساحات المطار وصالاته أعداد كبيرة من المعتمرين من شتى الجنسيات، وشهدت «عكاظ» مشاهد الوداع حين حرص بعض المعتمرين على التقاط الصور التذكارية لمختلف قطاعات المطار وكأنهم يودعون بوابة الحرمين الشريفين كآخر ما التقطته عيونهم قبل السفر بعيدا الى ذويهم حاملين معهم ذكريات عطرة لا تنسى وأياما ستبقى في الذاكرة لسنوات طوال حيث حرص بعضهم على قضاء عطلة العيد في العروس جدة، وزيارة أبرز المعالم التي تتميز بها والأماكن السياحية قبل العودة الميمونة إلى بلدانهم. ورافقت (عكاظ) مجاميع من المعتمرين أثناء مغادرتهم. 23 رائد أبو زيد المعتمر الأردني استهل قائلا: مناسك العمرة كانت ميسرة مثل كل عام واستطعنا تأديتها ولله الحمد بسهولة ويسر رغم الزحام الذي يشهده هذا التوقيت بسبب حرص الكثيرين على حضور ختم القرآن والاعتكاف بالحرم الشريف في العشر الآواخر من رمضان، وقد تمكنت ولله الحمد من حضور ليلة الختم بالحرم المكي، ثم زرت المسجد النبوي الشريف في أول أيام العيد وقضيت ثالث ورابع أيام العيد في جدة وكم اعجبني سحر بحرها ومنطقتها التاريخية وأسواقها الفخمة ومبانيها العالية. وعن أبرز ذكرياته يقول رائد: لا شك أن الذهن زاخر بالذكريات الروحية الجميلة لأجمل اللحظات التي قضيناها في رحاب الحرمين الشريفين، واستمتعنا امس بزيارة المنطقة التاريخية وحضور أبرز الفعاليات السياحية. خليط من المشاعر الباكستاني حسين رشيد الذي كان يتأهب للسفر قال أشعر بشيء من الحزن وأنا أغادر السعودية بعد قضاء شهر بأكمله تنقلت خلاله بين مكة والمدينة وقضاء أسبوع في جدة التي أغادر عن طريقها عائدا إلى بلادي. وفي الوقت نفسه أشعر بشيء من السعادة بعدما وفقني الله في أداء مناسك العمرة وزيارة الروضة الشريفة وقضاء عطلة روحية جميلة في المملكة. ورغم أن هذه هي المرة الثانية التي أؤدي فيها مناسك العمرة، لكنها المرة الأولى التي أتمكن فيها من قضاء أربع ليالي في جدة والتعرف عليها بشكل أفضل من زيارتي السابقة لها. ختم القرآن في مكة وعلى ذات النسق يتحدث المعتمر المصري حسين فوزي: نشكر المملكة حكومة وشعبا على كرم الضيافة وعلى الجهود الكبيرة التي تبذلها لخدمة المعتمرين وتمكينهم من أداء مناسك العمرة بسهولة ويسر. ورغم قصر المدة التي أمضيناها هنا إلا أننا شعرنا بالراحة والسعادة، ولذة العبادة، وستظل تلك المشاهد الروحية الجميلة عالقة بذاكرتنا ما حيينا. ويقول كل من مصطفى عثمان (معتمر سوداني الجنسية) وخورشيد خيبر ونورة السيد (مصرية الجنسية): نغادر المملكة بعد أيام رائعة أمضيناها في الرحاب المقدسة، وتمكنا ولله الحمد من أداء مناسك العمرة وزيارة الروضة الشريفة بكل سهولة وأريحية. ونرفع أسمى آيات الشكر والتقدير للمملكة حكومة وشعبا على الضيافة الحافلة التي وجدناها والجهود العظيمة التي لمسناها لخدمة ضيوف الرحمن، وتمكينهم من تأدية مناسكهم بسهولة ويسر. ورغم ما نشعر به من حزن الفراق إلا أننا سعيدون بأدائنا لمناسك العمرة، وحضور العشر الأواخر من رمضان. وحرصنا على حضور ختم القرآن في مكة، وتأثرنا كثيرا بالمشاهد الروحية هناك. وعن أبرز الذكريات قالوا: هي ذكريات تجلي مشاعر الحب والتكاتف بين المسلمين بمختلف أطيافهم حين يقفون جميعا على قدم المساواة. ورغم أننا لم نمض إلا أياما قليلة في جدة إلا أننا تمكنا من زيارة الكورنيش، والتسوق في منطقة البلد والسياحة في بعض الأسواق التاريخية التي سمعنا عنها ورأيناها لأول مرة وحملنا منها هدايا الى أسرنا ومعارفنا في بلادنا.