تعد الإنفلونزا الموسمية من أكثر الأمراض انتشارا في المواسم، خصوصا في موسمي العمرة والحج، ولا تشكل أي مخاوف إلا أنها تستدعي المراجعة الطبية والتدخل الدوائي. والمعتمر قد يكون عرضة لالتقاط فيروس الإنفلونزا الموسمية التي لا تشكل مخاوف كثيرة ولكنها متعبة، حيث إنها تؤثر على الفرد وإنتاجه وتجعله طوال أيام الإصابة ضعيفا واهنا وهنا فإن خير نصيحة ووقاية للمعتمر المصاب أن يرتدي الكمامة الطبية حتى لا يعرض الآخرين للعدوى، والأفضل أن يكون المعتمر محصنا بالتطعيم الوقائي. والإنفلونزا الموسمية عدوى فيروسية حادة يسببها أحد فيروسات الإنفلونزا، وهناك ثلاثة أنماط من الإنفلونزا الموسمية A وB وC، وتتفرع فيروسات الإنفلونزا من النمط A كذلك إلى أنماط فرعية حسب مختلف أنواع البروتين السطحي للفيروس ومختلف التوليفات التي تخضع لها. وتتسم الإنفلونزا الموسمية بارتفاع حرارة الجسم بشكل مفاجئ والإصابة بسعال (عادة ما يكون جافاً) وصداع وألم في العضلات والمفاصل وغثيان والتهاب الحلق وسيلان الأنف، ويشفى معظم المرضى من الحمى والأعراض الأخرى في غضون أسبوع واحد، وتصيب الإنفلونزا السنوية جميع الفئات العمرية وتؤثّر فيهم بشدة، غير أنّ الأطفال الذين لم يبلغوا عامين من العمر والبالغين من الفئة العمرية 65 سنة فما فوق والأشخاص من جميع الفئات العمرية المصابين ببعض الأمراض المزمنة المعينة، مثل أمراض القلب أو أمراض الرئة أو أمراض الكلى أو أمراض الدم أو الأمراض الاستقلابية (مثل السكري) أو حالات ضعف النظام المناعي، هم أكثر الفئات عرضة لمخاطر الإصابة بمضاعفات العدوى. وتنتشر الإنفلونزا الموسمية بسهولة، حيث يقوم المصاب عندما يسعل بإفراز الرذاذ الحامل للعدوى في الهواء وتعريض من يستنشقه لمخاطر الإصابة بالمرض، كما يمكن للفيروس الانتشار عن طريق الأيدي الملوثة به، ولتوقي العدوى ينبغي للأفراد المصابين تغطية أفواههم وأنوفهم بمنديل عند السعال وغسل أيديهم بانتظام. كما يعد التطعيم أنجع وسيلة لتوقي المرض وقد تمت إتاحة اللقاحات المأمونة لتوفير الحماية للبالغين الأصحاء، وتوصي منظمة الصحة العالمية بتطعيم الفئات الأكثر عرضة وهي: الحوامل، الأطفال في سن 6 أشهر الى 5 سنوات، المسنون (أكبر من 65 سنة)، المصابون بحالات مرضية مزمنة، والعاملون الصحيون. وخير وقاية هو التزام الراحة عند الإصابة بالإنفلونزا الموسمية، وتجنب السوائل الباردة، والإكثار من الحمضيات والخضار والفواكه، وعدم مصافحة الآخرين، كما ينصح بغسل اليدين باستمرار، خصوصا في حالة مصافحة مصابين بالإنفلونزا الموسمية، واستخدام المطهرات في تطهير الأيدي وتجنب الأماكن المزدحمة.