نحترم جهود رئيس رابطة الأندية في دوري "زين" محمد النويصر وكذلك الآراء التي يقدمها في سبيل محاولاته مع بقية الأعضاء للنهوض بكرة القدم السعودية، ونقدر فيه إصراره على ان تكون بعض مقترحاته محل حوار ومن ثم قبول وتأييد او اختلاف ومعارضة كالذي طرحه قبل ثلاثة ايام عبر تغريداته في "تويتر" حول فكرة اقامة السوبر السعودي في دبي وتعريضها للنقاش، وربما انطلقت هذه الفكرة من نظرة تتعلق بالحرص على تسويق هذه البطولة والحصول على عقد مغر من حيث الرعاية يختلف عما تحصل عليه محليا في حال رأت النور فضلا عن كون اغلب السعوديين يذهبون خلال الاجازات الى هذه المدينة الخليجية الجميلة للازدحام في فنادقها وشققها واسواقها ومطاعمها ومنتزهاتها في ظل غياب وسائل الترفيه في اغلب المدن السعودية الامر الذي ربما لا يحفزهم الى حضور "السوبر السعودي"، وعند هذه النقطة نختلف مع النويصر الإداري الذي عاش وسط المعمعة الرياضية منذ ان كان صغيرا في نادي الشباب ثم عضوا في الاتحادين السعودي والآسيوي ورئيساً لدوريات آسيا ورابطة الاندية السعودية، وتلك خبرة لا يستهان بها حتى لو لم يوفق، ويحالف عمله الحالي النجاح، ويكون عرضه للنقد واللوم من الاندية والاعلام والجماهير نتيجة تراكم الاشكالات في الرياضة السعودية وصعوبة ايجاد الحلول والتقليل من الاخطاء. التسويق يفترض أن يشمل النقل التلفزيوني أولا.. وجذب الرعاة يكمن في توفير الأجواء المناسبة أولا: مكمن الاختلاف أن ليس كل من يذهب الى دبي له ميول رياضية ويعرف ما هي الرياضة ومن يديرها ويهمه أن تتقدم؟ ومن الاندية المتبارية؟، هو يريد أن يذهب بنفسه واهله صافي الذهن بعيدا عن الانشغال بأي شيء آخر يفسد عليه إجازته، ويكفي المتابع الرياضي الفوضى التي تعم المسابقات المحلية من تنظيم وتسويق وعدم توفر رعاة لبعض الاندية وغياب بيئة صالحة للملاعب حتى انعدمت الحوافز لدى المشجع والتي من الممكن ان تدفعه لحضور المباريات، ويكفينا وضع هذه الملاعب وطريقة دخول المشجعين وعدم القدرة على ايجاد حلول تضمن لهم كرامتهم والحفاظ على كراسيهم طوال المباراة وبروز "السوق السوداء" في المباريات المهمة دون ان تجد من يتصدى لها، ولا ننسى قصة البوابات الالكترونية التي نأمل ان لا تكون قد ضلت الطريق. ثانيا: وربما هو الأمر الاسهل تنفيذا، لماذا لم تفكر الرابطة على طاولة واحدة بإقامة السوبر السعودي في إحدى المناطق السعودية ووضع روزنامة لمدة خمسة أعوام؟ كما اقترح مسؤول رياضي اثق بتوجهه وتفكيره وحرصه على مناصرة الاندية ماليا وتنظيميا وايجاد حلول تعيد الحياة للمباريات والمدن المنسية التي لا يوجد لديها اندية تلعب في دوري الاضواء وبعض الجماهير فيها لاتشاهد الاندية الكبير على الطبيعة الا بعد فترة طويلة عندما تذهب الى مكان اقامة مبارياتها، يقول هذا المسؤول: "سيكون الامر أكثر فائدة لو فكر الاتحاد السعودي ورابطة الاندية بأن تتم البرمجة للسوبر السعودي على مدى الاعوام الخمسة المقبلة كأن تقام في أبها وبعدها في عرعر والمرة الثالثة في تبوك ثم في حائل وبعدها في جازان لتشمل المدن والمناطق الاخرى كالجوف ونجران وبريدة وغيرها.." نظن انها فكرة جميلة ففي هذه الحالة ستتوافد الجماهير الرياضية لحضور المباراة، فضلا عن إعطاء هذه المناطق زخما كبيرا في ظل تعلق الشباب بالرياضة ومن ثم الرفع من دخلها اقتصاديا من حيث شغل الفنادق والشقق وزيارة الاسواق وعرض بعض المنتوجات التي تشتهر بها هذه المناطق اسوة بما يعرض في مختلف المناسبات التي تستضيفها معظم المناطق. محمد النويصر ثالثا: أليس من اللائق أن تعرض هذه الفكرة على طاولة الرابطة لمناقشتها من قبل الاعضاء وإبداء وجهات النظر حولها ان كانت ناجعة أم لا؟ قبل ان تخرج عبر "تويتر" من شخص واحد وتكون محل تندر وسخرية من يرون استحالة تنفيذ الفكرة وتجاوزها لمحيط بعض المدن السعودية التي تنتظر مثل هذه المناسبات ومساعدتها على لفت الانظار نحوها من خلال مثل هذه المباريات المهمة التي سيكون لها قيمة اكبر وحضورا جماهيريا اكثر لو جمعت بين الهلال والنصر، والاتحاد مع الاهلي، والنصر امام الشباب، والهلال مع الاتحاد، نعتقد ان ذلك جزءا من تطوير هذه المدن اذا ما عرفنا ان الشغف الرياضي اصبح مسيطرا على الجميع على الرغم ان المشجع السعودي ربما اقل مشجع في العالم يحظى بحوافز وخدمات تأخذ بيده الى الملاعب لحضور المباريات. رابعا: إذا كان النويصر يريد تسويق مثل هذه البطولة للحصول على اكبر عقد لرعايتها وبالتالي تنمية موارد الرابطة فالتسويق الافضل لهذه البطولة وغيرها يكمن في خطة تسويق مدروسة شمل عقود النقل التلفزيوني أولا، ومن ثم التحكم به وبيع المباريات بأعلى سعر على القنوات الفضائية التي حتما سيكون لها نصيب من الشراء وبالتالي يكون هناك مردود مالي كبير لصالح الرابطة والاندية ووقتها يمكن التفكير بتسويق عقود بعض البطولات مثل "السوبر السعودي" خارجيا مع يقيني ان ما يحدث في ايطاليا التي تقيم مباريات السوبر خارج أراضيها -على الرغم من فشلها في ذلك- لا يمكن تطبيقه على "السوبر السعودي" لسبب رئيسي وهو عدم القدرة على تسويقه محليا فكيف بالخارج؟! خامسا: لنفترض ان رابطة الاندية ممثلة برئيسها صاحب الفكرة مضت في التطبيق هل تضمن الحضور الجماهيري المطلوب في دبي او اي مدينة خارجية خصوصا اذا ما غابت الاندية الجماهيرية الكبيرة، ومع الاحترام والتقدير لها ماذا لو كان المتأهلين هما من الاندية غير الجماهيرية كيف سيكون الوضع والملعب خاليا من الجماهير؟ هذا بكل تأكيد سيضر بالبطولة كثيرا ويضيف ربما اعباء على الاتحاد السعودي، وربما ايضا يجعل الرعاة في حرج كبير ربما يجعلهم يفكرون بالانسحاب او فسخ العقد لأن اي عقد للرعاية لابد ان يتم وفق الجماهيرية المنتظر منها مردود مادي كبير وليس تكبد خسائر مالية كبيرة. سادسا: نتمنى ان يفكر الاتحاد السعودي ورابطة الاندية جيدا في إحياء بعض المناطق رياضيا واقتصاديا من خلال اقرار اقامة "كأس السوبر" فيها لأنها اذا لم يكسب الجميع لن يخسر احد، تطبيقاً للمثل العامي "سمننا في دقيقنا".