تشهد الأسواق السعودية خلال شهر رمضان المبارك إقبالا كبيرا، وحركة دؤوبة للأسر؛ بهدف اقتناء الملابس والهدايا والمستلزمات، مستغلة في ذلك العروض التي تقوم بها عدد من مراكز التسوق الكبرى (المولات) والمراكز التجارية الأخرى؛ ما يدفع الأسرة للشراء بطريقة عشوائية، تستنزف مدخراتها المالية؛ بهدف الاستفادة من تلك العروض. إن إنفاق الأسرة في رمضان ينقسم إلى 5 مناطق استهلاكية مختلفة، هي الوجبات الغذائية التي تشتريها الأسرة استعدادا لرمضان، وأدوات الزينة وتغيير الأثاث الذي أصبح مكلفا للغاية، وملابس ومستلزمات العيد، حيث إن السلوك الاستهلاكي وميزانية الأسرة ترتفع بمعدل يزيد على 100% في شهر رمضان. إن عشوائية الشراء الاستهلاكي في رمضان تتسبب بتحمل الأسر مصاريف مالية إضافية، كان من الممكن توفيرها مع قليل من التنظيم، ووضع الأولويات، وتحديد الكميات. وإضافة إلى ذلك، فالشره في عمليات الشراء يؤدي إلى ارتفاع الأسعار لأسباب مرتبطة بزيادة الطلب على السلع. وهناك جانب مهم أيضا، هو تأجيل عمليات الشراء إلى اليوم الأخير قبل رمضان؛ وهذا يسهم في زيادة حجم الطلب في فترة زمنية قصيرة؛ ما يتسبب في رفع الأسعار واستغلال بعض التجار للوضع من أجل تسويق المنتجات التي شارفت على الانتهاء، إضافة إلى ما يترتب على ذلك من تكدس في الأسواق وازدحام شديد. إن أكثر إنفاق الأسرة يذهب إلى المجاملات الاجتماعية، حيث لا يشعر بها الفرد، كما ظهر التسوق الإلكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والذي ساهم في زيادة إنفاق الأسرة من هذا النوع من التسوق السهل، وجعل ما أسماه Windows shopping بمتناول الفرد في المنزل بدل أن يضطر إلى الذهاب للسوق، حيث إن تسوق الsocial media يساهم في تشويق الفرد للشراء. فالتنظيم المالي فيما يتعلق بالمشتريات الغذائية والاستهلاكية أمر في غاية الأهمية، كما أن الاقتصاد في المشتريات يسهم في اقتناء الأفراد الكميات المناسبة دون إسراف، ويخفض الطلب على المنتجات بشكل متواز؛ مما يساعد في بقاء الأسعار عند مستوياتها المقبولة. لذا يجب على جمعيات حماية المستهلك توعية المستهلك بالاعتدال في الشراء واتباع سلوك شرائي يجلب المنفعة للمستهلك.