بقلوب مكلومة ومملوءة بالحزن والأسى نودع اليوم عزيزا، ورجلا وقورا من رجالات وطننا الأول، الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فبقي على عهد البيعة الأولى لمؤسس مملكتنا الغالية. نعم، نودع سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن بن مساعد بن جلوي آل سعود، الوداع الأخير، وكنا بالأمس القريب نستقبله ونودعه على أمل اللقاء القريب، لكن تصاريف الزمان وقدر المولى سبحانه وتعالى ماض على جميع خلقه، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: «إنا لله وإنا إليه راجعون»، وإنا على فراقك يا أبا خالد لمحزونون. كان سموه، رحمه الله، رجل دولة، واسع الاطلاع والمعرفة بشؤون الحكم يعرف أبناء المنطقة، ويعرف همومهم ويعاملهم معاملة الأب الحاني لأولاده، ويكاد يناديهم كلا باسمه لفرط قربه منهم وقربهم منه. أما نحن في جامعة الحدود الشمالية فقد كان نعم الأب والأستاذ والموجه لمسيرة جامعتنا، فهو لم يأل جهدا في دعم الجامعة ومتابعة كل صغيرة وكبيرة من همومها، وكان دوما السباق في تذليل كل المصاعب التي تواجه مسيرتنا في جامعة الحدود الشمالية، بالإضافة إلى أنه لم يعتذر يوما عن موعد أو يتأخر عن دعوة أو رعاية نشاط أو حفل دعته الجامعة لحضوره أو المشاركة فيه، بل كان يحرص أن يكون حضوره شخصيا ما لم يكن خارج المنطقة. ستبقى ذكرى سمو أمير منطقة الحدود الشمالية عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، تشكل حافزا لكل أبناء المنطقة ولكل من عرفه على امتداد وطننا للعمل بروح المواطنة ونكران الذات والإخلاص للقيادة في كل الظروف، فستذكره الأرض التي أحبها والفضاء الذي زينه بطلته، وسيعيش في قلوب الطيبين المحبين من أبناء الوطن، ذكرى تتجدد مع كل صباح، وفي كل مساء من صباحات ومساءات مدينة عرعر، وجميع مدن المنطقة التي أحبها وأحبته. عزاؤنا بأنك أبا خالد بإذن الله تعالى مع الشهداء والصديقين البررة، وبأنه قد وافتك المنية في هذه الأيام الفضيلة من أيام رمضان المبارك، التي يتجلى فيها الخالق على خلقه فيغفر لهم، فطوبى وحسن مآب. * مدير جامعة الحدود الشمالية