الإسهال المزمن قد يكون بسبب عدم امتصاص الغذاء بشكل جيد مثل حساسية القمح، ولكني ساناقش مرضين زاد انتشارهما في العقود الماضية، وهما التهاب القولون التقرحي ومرض كرون وكلاهما يؤدي إلى إسهال مزمن. متنقلا بين فترة نشاط للمرض وفترة سكون. وفي الحالات الشديدة يصيب المريض خمول وألم في البطن وحمى مع نقص الوزن. وتعتبر الحالة شديدة إذا كان الإسهال 6 مرات يوميا فأكثر مع حمى وتسارع في النبض. ومن مضاعفاته الخطيرة ضخامة القولون التسممية حيث يتوسع القولون وتخرج السموم منه إلى الدورة الدموية، وتسوء حالة المريض، وقد يثقب القولون مؤديا إلى حالة محرجة. ويشمل هذا المرض الالتهاب المستقيم دائما وقد يمتد إلى كل القولون، ولكنه لا يتجاوزه. أما مرض كرون فإنه يسبب إسهالا سائلا كالماء في كثافته دون دم أو مخاط ويصاحبه ألم في البطن يزيد بالأكل، ويفقد المريض بعض الوزن ويصيب أي جزء من القناة الهضمية من الفم حتى الشرج، ولكن أكثر منطقة يصيبها هي نهاية الامعاء الدقيقة حيث يعيق امتصاص الغذاء وقد يسبب نواسير بين أجزاء الأمعاء الدقيقة أو بينها وبين القولون أو المثانة. وفي بعض الأحيان يتشابه هذان المرضان ويستطيع الطبيب التفريق بينهما بإجراء منظار للقولون واخذ تحاليل الدم تساعد في التفريق بينهما. ومع الأسف الشديد انه قد انتشر بين الجمهور ان منظار القولون عملية صعبة وخطيرة، أنا أقول لكل مريض انه حتى عبوره للشارع فيه نسبة من الخطر عليك ولكنها ضئيلة، وقد تحسنت المناظير في السنوات الأخيرة فأصبحت مرنة، وأصغر حجما، واكتسب الأطباء مهارات كبيرة في إجرائها، والفائدة من عمل المنظار تفوق بكثير احتمال أضراره، ويتحمل إجراءه كبار السن والصغار دون خطر يذكر. وبعد تشخيص الحالة يبدأ العلاج، ومهم جدا ان يعلم المريضان أن العلاج مستمر إلى ما شاء الله، وسيكثفه الطبيب في حالة شدة المرض ويخففه عن التحسن، ولكن لا ينصح المريض بإيقافه نهائيا من تلقاء نفسه حتى لا يتعرض للمضاعفات. ويشمل العلاج مشتقات الأسبرين «sasa» والكورتبزون وبعض الالتهابات المزمنة ويمكن أن تؤدي إلى أورام القولون إذا أهمل علاجها لفترة طويلة، إذ تصل نسبة الإصابة بأورام القولون في الالتهاب الترحي إلى 20 % بعد 30 سنة وهي أقل في كرون. ولذلك ينصح بإجراء منظار القولون سنويا بعد مرور 8 10 سنوات على التشخيص. وينصح مريض التهاب القولون التقرحي بتناول وجبات صغيرة وكمية كافية من السوائل وان يسجل غذاءه في مفكرة حتى يعرف الطعام الذي يزيد من الإسهال فيقلل منه، ولكنه لا يحذف مجموعة كاملة من الطعام مثل الألبان إلا بعد مناقشة الطبيب حتى يعوضه عن ما يفقد من فيتامينات وأملاح، كما يمكنه الإقلال من الألياف في مرحلة الإسهال كما يقلل الشاي والقهوة والأكل المقلي والبهارات القوية، وينصح بالامتناع عن مسكنات الآلام مثل البروفين والفولتارين. وفي رمضان يمكن ان يتلقى مريض التهاب الأمعاء المزمن جرعة مشتقات الأسبرين (sasa) موزعة على جرعتين مساء حسب نصيحة الطبيب. قد نشر د. توكلي وزملاؤه تقريرا عن متابعة 60 مريضا بالتهاب الأمعاء المزمن كانت حالتهم منضبطة قبل رمضان ولم يسبب لهم الصيام أية أخطار هامة، ولذلك لا بأس من مساعدة المريض ليصوم إذا كان مرضه تحت التحكم مع متابعة حالته.