التهاب القولون التقرحي هو نوع من أنواع أمراض الأمعاء الالتهابية المزمنة. يتميز هذا المرض بفرط المناعة الذاتي الذي يسبب التقَرحات في بطانة المستقيم والقولون و التي تتشكل في المكان الذي يكون فيه الالتهاب قد قتل الخلايا المبطنه للقولون و المستقيم عادةً. يصيب هذا المرض حوالي 160 فرد من كل 100000 (مائة ألف) نسمة وتتساوى نسبة الإصابة عند الذكور والإناث. يقدر أن ما بين 10% و 20% من المصابين يوجد لديهم قريب من الدرجة الاولى مصاب بالمرض مما يشير الى وجود عامل وراثى محتمل فى بعض الحالات. يصيب القولون التقرحي الإنسان في أي زمن من عمره، إلا أنه يبدأ عادةً بين الخامسة عشرة والثلاثين. يعاني المريض خلال فترة المرض من الإسهال المزمن عادةً مسائي والمخلوط بالدم والمخاط والزحير وهي الأعراض الأكثر شيوعاً، وقد تصاحبها ارتفاع في درجة الحرارة و الام في البطن أحيانا بشكل مغص قبل تفريغ الامعاء. وقد تتضمن الأعراض الأخرى فقر الدم والتعب الشديد وفقدان الوزن وفقدان الشهية ونزيف المستقيم وقرحات على الجلد وآلماً في المفاصل، كما قد يعاني الأطفال المصابون من مشاكل في النمو (جدول -1). الأعراض الأكثر شيوعا التعب و الإرهاق الجسدي والنفسي فقدان الوزن فقدان الشهية الإسهال المزمن النزف من المستقيم تأخر النمو لدى الأطفال أسبابه: لم يتوصل العلم الحديث إلى يومنا هذا إلى سبب التهاب القولون التقرحي. حيث يعتقد الأطباء أن الجهاز المناعيّ يستجيب لتأثير فيروسي أو جرثومي معين يؤدي إلى التهاب جدار القولون. يتألف الجهاز المناعي من خلايا دموية ومواد كيماوية تعثر على الجراثيم والفيروسات في الجسم وتقتلها. أما حين يهاجم الجهاز المناعي جدار الأمعاء فإنه يمكن أن يسبب فيه التهاباً وتورما وتلفاً و تقيحاً. غذاء متكامل ومتوازن مسار المرض الزمني: يتميز هذا المرض بإختلاف حدته من وقت لآخر فهو مرض مزمن قد يختفي لفترة من الزمن ويعود على شكل انتكاسات في 85% من الأوقات مؤديةً إلى إرهاقات جسدية ونفسية شديده. هناك نسبة صغيره من المرضي لا تتجاوز 10% ممن يصابون بالمرض مرة واحده و لفترة زمنية محدودة ثم تمر سنين مديدة دون وجود أي شكوى لديهم. أما الغالبيه فيصابون بالتهاب تقرحي مزمن طفيف الأعراض يمكن السيطرة عليه بأدوية دون اللجوء إلى التدخل الجراحي. هناك فئة من المرضي تصل نسبتهم إلى 5% تكون أصابتهم بالمرض قوية و حادة جدا تتميز بإصابة المريض بإسهال حاد كما هو الحال في الاصابة بالكوليرا مترافق مع ارتفاع بالحرارة وجفاف حاد وحدوث توسعات سامة في القولون مترافقة مع التهاب الصفاق(الاغشية المعوية) مع خطر حدوث ثقوب تشكل خطراً على حياة المريض يكون العلاج في مثل هذه الحالات الشديدة إزالة القولون المصاب أمراً لا بد منه. مضاعفات المرض: لا توجد علاقة واضحة بين مدة ودرجة الإصابة بالمرض و ظهور الأعراض الجانبية له إلا في حالة واحدة و هي إصابة المريض بسرطان القولون و المستقيم (حمى الله الجميع) حيث أنه معروف لدى الأوساط الطبيه أن كلما زاد عمر المرض الزمني إرتفعت معه إحتمالية إصابة المريض بسرطان القولون و المستقيم فمن الأعراض الأخرى التي قد يصاب بها المريض داخل و خارج الجهاز الهضمي ما يلي: تقرحات في الفم التهاب العين التهاب المفاصل أرتفاع أنزيمات الكبد و التهاب الكبد ونادرا تليفه النحول العام و الهزال الجسدي الشديد فقر دم شديد أمراض أخرى مشابهة: هنالك أمراض مشابهة لمرض القولون التقرحي لها نفس الأعراض تؤدي إلى خلط في التشخيص لتشابه الأعراض ومن هذه الأمراض التي قد يكون لها أعراض متشابهة مع الإلتهاب القولوني التقرحي: التهاب قولون طفيلي أو جرثومي السبب: وهنا يمكننا ان نميز عدة أنواع لهذا الالتهاب التهاب حاد عن طريق أنواع من البكتريا مثل: السلمونيلا والشيغلا والإشريكية القولونية التهاب سببه الطفيليات: مثل البالانتيديوم كولي التهاب سببه غير جرثومي: التهاب قولوني بسبب نقص تروية دموية التهاب قولني سببه تسمم دوائي: مثلا تسمم ببعض أنواع مسكنات الالم أو تسمم بالايرغوتامين :دواء يستخدم في حالات الشقيقة امراض معوية أخرى: التهاب الزائدة و حساسية ضد طعام معين ومتلازمة قرحة المستقيم الانفراديه و أهمها على الإطلاق داء كرون. صورة منظارية لقولون طبيعي القولون التقرحي بالمنظار تشخيص المرض: للوصول غلى التشخيص الصحيح يحتاج المريض إلى فحص سريري شامل وإلى إجراء سلسلة من الفحوص الطبية تشتمل على إختبارات الدم التي قد توضح وجود نقص في تعداد خلايا الدم الحمراء، أي فقر الدم أو الأنيميا، مما يشير إلى حدوث نزيف من القولون. كما يمكن أن تكشف اختبارات الدم عن زيادة في عدد الكريات البيضاء، وهذا ما يشير إلى وجود التهاب. كم يمكن أن يبين فحص عينة من البراز أن هناك يكشف عن وجود نزف أو عدوى في القولون )من اجل استبعاد التهاب القولون الجرثومي). والأفضل في التشخيص هو رؤية ما يحدث داخل القولون و ذلك إما بالمنظار القولوني أو التصوير بالأشعة السينية بعد إعطاء المريض حقنة باريوم أو ما يسمى بالتصوير اليلفزيوني الملون. حيث يستطيع الطبيب رؤية القولون رؤية واضحة عندما يصبح مليئاً بالباريوم، وهو محلول أبيض طباشيري الباريوم يظهر بالأشعة السينية. ولكن تبقى اليد العليا في التشخيص لإجراء تنظير للقولون، أي إلى إدخال المنظار عبر فتحة الشَرْج لرؤية بطانة الأمعاء الغليظة (القولون). والمنظار هو أنبوب طويل مرن مزود بضوء ومتصل بجهاز كمبيوتر وشاشة تلفزيون. ومن خلاله يرى الطبيب أي التهاب أو نزف، يمكنه من أخذ خزعة، أي عينة من نسيج بطانة الأمعاء (على الاقل من خمس مناطق مختلفة من القولون بالإضافة للمستقيم) لفحصها تحت المجهر.