كثير هم الذين قد نصحبهم في حياتنا ولكن قليل منهم يخلدون في أعماق الذاكرة ويتركون في النفوس أثرا لا تمحوه عثرات السنين، فما أصعب لحظات الوداع وما أقساها، خاصة لمن نحبهم ونقدرهم. أجد اليوم نفسي مرغما للكتابة عن أخي وأستاذي الدكتور زهير بن حمدان علي حمدان أستاذ المحاسبة بجامعة الملك عبدالعزيز، والمشرف على برنامج إدارة الأعمال بكلية الاقتصاد والإدارة، الذي أفنى قرابة 30 عاما من حياته في سبيل خدمة تلك المهنة العظيمة -مهنة التعليم- كان فيها مثالا للمعلم المخلص والمربي الناصح، منحنا من وقته وجهده وعلمه وتجاربه وخبراته الكثير في سبيل تعليمنا وغرس القيم الفاضلة، فكم كرر على اسماعنا ان للنجاح مهرا وللقمة ثمنا. فكم أخطأنا وقصرنا وأهملنا، ولكننا لم نجد منه إلا ما نجد من أب حريص على أبنائه، ومرب متفان في عمله، ومعلم ساع إلى هدفه. بقربه منا وتواضعه، أشعرنا أن رسالة التعليم لا تقف عند حدود الكتاب أو التلقين. فمعظم المهن يتقاعد أصحابها ويطويهم النسيان حتى لا يبقي لهم أثرا، إلا المعلم المخلص، ففضله ممتد عبر الأجيال، وذكره باق عبر الأزمان، لا تمحى بصمتهم، ولا تنسى محبتهم. شكرا أبا عمر، فقد كنت لنا الأب والمعلم والمربي، لقد زرعت في قلوبنا المحبة والتضحية والأخلاق وحب العلم. فمهما اخترنا من كلمات أو نمقنا العبارات فلن نفيك قدرك، فنسأل الله أن يبارك في عمرك ويجزيك عنا خير الجزاء. * مدير إدارة الرقابة المالية بالمنطقة الغربية - شركة المياه الوطنية