أصبح الإرهاب هو حديث العالم، وهو الهاجس الأول لكل الدول والمجتمعات، ولم يعد خافيا على أحد أن هذا الإرهاب له وجوه وأقنعة مختلفة اليوم، ظاهرة وباطنة، معلومة وخافية، وأن هناك تصاعدا للعمليات الإرهابية بشكل لافت، يتخذ أشكالا وألوانا شتى في تنفيذ هذه العمليات خاصة في المساجد وأماكن العبادة. تبين لنا هذه الحوادث الأخيرة في المملكة والكويت وتونس وأخيرا في مصر بعد انفجار مروع أدى إلى اغتيال المستشار هشام بركات أن درجة الدقة والتنظيم المتناهية في تنفيذ هذه العمليات الإرهابية ومن ثم توقيت هذا التنفيذ، يؤكدان أن كل هذه العمليات الإرهابية تتم في تراتبية واضحة وجلية، بدءا من المحرضين والممولين والمخططين والمنفذين، من أجل الوصول إلى هدف واحد وهو إيصال الرسالة إلى الطرف الآخر الخصم في أسلوب تخويفي وترهيبي لزرع الذعر والرعب تحت غطاء لغة الدين التبريرية وتمرير تلك المصالح والغايات وصولا إلى الأحلام التي يؤمنون بها. إن كل هذه العمليات الإرهابية تدعمها وتمولها منظمات ومليشيات حزبية تعمل لصالح دول. ولكن الذي ينبغي التوقف عنده هنا هو استخدام هؤلاء السذج والجهلة والبسطاء في تنفيذ هذه العمليات الإرهابية كوقود وهم في مجملهم شباب كان ينتظرهم مستقبل أكثر جمالا وبهاء وقيمة لو أنهم وظفو قدراتهم وإمكانياتهم ومواهبهم فيما هو أنفع وأجدى لصالح مجتمعاتهم وأوطانهم في العلم والمعرفة. لقد تعرض هولاء لبرمجة ذهنية قائمة على التكفير لذلك تحولوا إلى أدوات تدمير بدلا من أن يكونوا أدوات تعمير. لقد أصبح الإرهاب مصدر خوف وقلق للجميع، ولا حل إلا بالمواجهة الفكرية والثقافية، وإعادة النظر في الخطاب الديني المتطرف وفي المناهج التربوية والتعليمية. من هنا لا بد أن تكون المواجهة تتركز في مواجهة الفكر المتطرف بالفكر المستنير ضد هذه الأفكار السوداء والعقول المفخخة وهو ما يحتاج إلى يقظة وطنية واجتماعية من أجل حماية الأوطان أرضا وبشرا.