اغتالت يد الإرهاب الأسود أمس، النائب العام المصري هشام بركات في انفجار سيارة ملغومة استهدفت موكبه عندما كان يغادر منزله، ليصبح أول نائب عام في تاريخ مصر يتعرض للاغتيال. ويشيع جثمانه اليوم في جنازة عسكرية يتوقع أن يشارك فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي طالب أجهزة الأمن بسرعة الكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة. وأعلنت الرئاسة المصرية وقف المظاهر الاحتفالية بالذكرى الثانية لثورة 30 يونيو، واعتبار اليوم «الثلاثاء» إجازة رسمية. وطالبت القوى الوطنية الحكومة بعودة قانون الطوارئ لردع الإرهابيين، في الوقت الذي بحث اجتماع مجلس الدفاع الوطني الطارىء أمس تداعيات العملية الإرهابية، والتدابير التي يمكن اتخاذها لمواجهة هذا النوع من الإرهاب. وكشف مسؤول أمنى ل «عكاظ»، أن أجهزة أمنية سيادية بدأت تحقيقات موسعة في اغتيال النائب العام، وتم استجواب عدد من عناصر «بيت المقدس» المحتجزة في السجون، وأفاد أن العبوة التي تم تفجيرها تتراوح بين 150 و 200 كيلو جرام من مادة "TNT" شديدة الانفجار. وكشفت التحريات أن السيارة المستخدمة في الحادث من نوع «سبرانزا» وتحمل رقم (60561)، وأكدت خلو موكبه من سيارة تشويش البث والمكالمات لإبطال مفعول العبوات الناسفة، وأن الحادث وقع على بعد 500 متر من منزل وزير الداخلية مجدى عبد الغفار. ورغم إعلان جماعة تطلق على نفسها «المقاومة الشعبية بالجيزة» مسؤوليتها عن الحادث، إلا أن خبراء الأمن يؤكدون أن العملية تحمل بصمات تنظيم «بيت المقدس» الذي سبق أن استهدف وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم. ويثير الهجوم الذي أودى بحياة بركات، تساؤلات حول وجود تقصير أمني في حماية الشخصيات المستهدفة. من جهة أخرى، عبر وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، عن إدانة المملكة، واستنكارها الشديدين للهجوم الإجرامي الإرهابي، الذي تعرض له النائب العام المصري المستشار هشام بركات، وأسفر عن مقتله ووقوع العديد من الضحايا الأبرياء، في عمل جبان يتنافى مع مبادئ الإسلام وكافة الديانات والأخلاق الإنسانية، مؤكدا أن وقوف المملكة إلى جانب الشقيقة جمهورية مصر العربية في محاربة هذه الأعمال الإرهابية التي تهدف إلى زعزعة أمن مصر واستقرارها. وقدم الوزير الجبير تعازي، المملكة لأسرة الفقيد ولأسر الضحايا وللشقيقة مصر حكومة وشعبا مع تمنياته بالشفاء العاجل لكافة المصابين.