يتمركز رجال حرس الحدود في قمم الجبال على الشريط الحدودي.. يتناولون إفطارهم وسحورهم للذود عن وطنهم وحمايته من عبث العابثين، ورغم المناطق الوعرة والطرق الشاقة التي يسيرون عليها إلا أن ذلك لم يكن يوما عائقا في أداء واجبهم الوطني. من أعالي الجبال ووسط الوديان يتمركزون في كل جانب على الشريط الحدودي بمنطقة عسير تسبقهم العزيمة ويدفعهم حب الوطن، ألسنتهم تلهج بذكر الله وسط أجواء روحانية، فرغم التعب الذي يعانونه بسبب الصوم إلا أنهم يستمتعون بأداء واجبهم الوطني في الدفاع عن حدوده ويتسابقون للوصول إلى قمم الجبال والخطوط الأمامية والتضاريس الوعرة، ناذرين أنفسهم لحماية وطنهم مهما كلف الثمن، هدفهم وغايتهم الأسمى هي حفظ الأمن وحماية الحدود. رجال شمروا عن ساعدهم لتأمين الحدود، أعينهم لا تهنأ بنوم، أقسموا أن حدود الوطن ستصبح مقبرة لكل معتد باغ. يقول الملازم أول علي القحطاني وهو يقف على قمة أحد الجبال بكل عزيمة: لن يهدأ لنا بال حتى نقضي على هؤلاء الشرذمة التي عاثت في أرض اليمن فسادا وسولت لها النفس المساس بحدود الوطن، فنحن لهم بالمرصاد على كل شبر من حدودنا الجنوبية. أما المقدم خميس الزهراني قائد قطاع حرس الحدود بظهران الجنوب فأكد أن جميع العيون الساهرة في الشريط الحدودي يقدمون أرواحهم رخيصة لخدمة الوطن والذود عن حدوده الأبية والعصية على الحوثيين وغيرهم. من جهته أكد المقدم شايع القحطاني أنه يؤدي عمله بكل حزم ويتمتع بمعنويات عالية وهو يؤدي واجبه الوطني وسط أجواء روحانية. من جهته، أوضح ل«عكاظ» مدير حرس الحدود بمنطقة عسير اللواء سفر بن أحمد الغامدي، أن عمل دوريات حرس الحدود لا يختلف في شهر رمضان عن الأشهر الأخرى، مبينا أن رجال دوريات حرس الحدود يتناوبون في أوقات الصلاة وكذلك أوقات تناول مائدتي الإفطار والسحور فلا يتركون مواقع عملهم لأي سبب مهما كانت الأسباب، مضيفا أن أمن الوطن يبدأ من حماية حدوده وثغوره والتضحية والعمل الجاد والمتواصل من الرجال المخلصين في المناطق الحدودية، لافتا إلى أن المدير العام لحرس الحدود أكد على جميع قادة، ومنسوبي حرس الحدود بذل المزيد من الجهد، والتفاني والرباط واحتساب الأجر من الله سبحانه وتعالى حفاظا على وطنهم ومقدساتهم ضد كل من يحاول المساس بأمنه أو الاعتداء عليه بأي شكل كان.