استحضر الكاتب رافي وهبة الثلاثية الهوليودية godfather وصاغها بأسلوب عربي، هذا الأسلوب الذي بات متعارف عليه والذي يبتعد في أغلب الأحيان عن الرواية الأصلية حيث يتم إسقاط الواقع العربي على روح الرواية العالمية لتلامس واقعنا، وذلك إما عبر نسج ملائم من القصص والشخوص الجديدة، وإما عبر تغيير الأحداث والتفاصيل. «العراب» الذي دارت أحداثه قبل أربعين عاما، ها هو اليوم يحاكي واقعا عربيا معاشا، فينفصل الكاتب عن واقع «العراب» الهوليودي، ليتخذ منحى آخر له عبر التركيز على جريمة ممنهجة وهو الفساد الذي سيحيق بالمجتمع السوري. هذا الانفصال بين العرابين النسخة الهوليدية عن النسخة العربية وكي يبقى بعيدا عن ظلامة النقاد استحضرت له الأرضية الخصبة من إنتاج وإخراج وكتابة وبطولة كبار نجوم الشاشة العربية الذين صرحوا قبل انطلاقة العمل ومازالوا يصرحون أنهم منفصلون بدورهم عن الأبطال الحقيقيين لكي لا يقعوا في دائرة التقمص أو التقليد. «العراب» وفي حلقاته الأولى بدا سوري النكهة، من حيث البيئة والعادات والتقاليد، يحكي قصة رجل سوري فاسد لديه نفوذ ويستثمر السلطة فيصل إلى مرتبة أمير اقتصادي، لكن تغيرات تطرأ على المجتمع السوري تجعله يبتعد، ليظهر بديلا عنه رجل أصغر سنا منه، فيعود الأول رافضا ترك الآخر يستفرد بالثروات، فيشتعل الصراع..