ها هو شهر رمضان يهل علينا ولا خلاف بين المسلمين في عظمة الشهر وجليل حرمته، وأن صيامه ركن من أركان الدين، وشعيرة من أعظم شعائر المسلمين. وعليه فعسى أن يكون في هذا الشهر ما يجمع الأمة ويحقن الدماء ويحفظ لأعراض المسلمين ودمائهم وأموالهم حرمتها. وهذه وصايا للأمة الإسلامية كافة أدونها بإيجاز: استشعار عظمة الله وجليل حرماته أعظم باعث لأن يكف المسلم أذاه عن إخوانه المسلمين أيا كان موقعه ومقامه وأثره. من آمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وبالقرآن كتابا وبالكعبة قبلة وبالقيامة موعدا لا يجوز تكفيره، فلم نؤمر أن ننقب عما في قلوب الناس. يجب حسن الظن بالمسلمين فلا يقدح في ولاة أمرهم وعلمائهم وعامتهم جهارا عيانا فإن ذلك يفسد القلوب وينبت البغضاء ويدعو للفرقة. جاء في الحديث القدسي: «إلا الصوم فإنه لي»، وهذا دليل ظاهر على فضيلة هذه العبادة وشرفها.