يعيش الناس في حي العزيزية في طقوس رمضانية خالصة قبل أن يهل عليهم الشهر بأيام، وتنتشر مظاهر الفرح والحبور بالصورة التي رصدتها (عكاظ) خلال ليلة كاملة رصدت فيها فرحة الكبار والصغار وتسالي الشباب وحركة البيع والشراء. ويتذكر عمدة المكان محمد مدني المغربي تاريخ العادات الرمضانية في الحي فيقول: سنوات وسنوات ونحن نحضر للشهر الفضيل قبل مجيئه بأسبوع أو أكثر ليتأقلم أهل الحي على الأمسيات والنهارات الرمضانية حتى لا يشعروا بالاختلاف البائن بين الأيام العادية وأيام الشهر الفضيل، فنحرص في كل عام على تغيير أنواع ألعاب الأطفال كي لا يشعروا بالملل وإن كانت هناك بعض الثوابت التي يحبذها الصغار، مثل لعبة الفرفيرة لما لها من قبول كبير لدى الكبار والصغار. مشرف الحارة زياد الفوال يقول: جميع أهالي الحي يشاركون في التجهيزات كبيرهم وصغيرهم شبابهم وشيبهم ونستضيف العديد من الزوار من الحارات المجاورة والبعض منهم يأتي إلي الحي من أقصى المواقع لما اكتسبه الحي من سمعة طيبة بألعابه الكثيرة ومنافساته الشعبية المثيرة ولذة أكلاته ومشروباته الرمضانية. محمد علي سنوسي المغربي المتخصص في بيع الأكلات والمشروبات الرمضانية يقول: لشهر رمضان تحضيراته الخاصة، فنحرص قبل قدومه بأسابيع على اختيار أجود أنواع المأكولات والمشروبات لنقدمها لزبائننا وكلهم من أقاربي وأهل حارتي قبل أن يكونوا زبائني، كما أنني بمساعدة بعض المستشارين من أبناء الحي أحاول التجديد في الأكلات دون المساس بالتقليدية منها التي يطلبها الصغار في كل وقت وحين. وعن أوقات تقديم الأكلات يقول: نستمر في تقديم هذه الأكلات من بعد صلاة العصر حتى أذان المغرب، ثم نعاود نشاطنا بعد الفراغ من صلاة التراويح ونستمر على ذلك طيلة أيام وليالي الشهر الفضيل. يلتقط طرف الحديث مساعده وشقيقه مشاري ليضيف: فرحة الصغار هي الدافع الأول في استمرارية العادة الجميلة وكما ترى أمامك الآن كلهم في غاية السعادة. محمد غزالي المعلم (أحد الصغار) يقول: منذ سنتين وأنا أحرص على التمتع بالتسلية مع زملائي في الحارة وما يشجعنا هو أن جميع الكبار بمنزلة الآباء لنا وإن حدث خصام فهو خصام مؤقت يحدث بسبب الحماس الزائد الذي نعيشه مع الألعاب الممتعة التي نمارسها هنا. ويتفق معه رفيقه نايف البلوي ويضيف: المكان هنا ممتع بكل ما فيه ورغم أن هذه السنة هي الأولى لي إلا أنني أرغب وبشدة أن أتواجد دوما مع إخواني الصغار لما وجدته من ألفة ومحبة من الجميع. وقالت شقيقته الصغيرة أثير: جميع الصغيرات يحظين هنا بمتابعة الجميع وحرصهم على معاملتنا معاملة طيبة مع توفير الخصوصية لنا من حيث توفير ما يناسبنا من ألعاب تلائم طبيعتنا واهتماماتنا. ومن الصغار أيضا تحدث محمد أحمد حويشان فأبدى سعادة بالغة بفوزه على منافسه وقال إنه دائم المجيء إلى هنا لما للمكان من حيوية ونشاط قل أن تجدهما في الحارات الأخرى.