اهتمام الناس بالطعام والشراب والأنواع المختلفة من المأكولات والمشروبات يفوق اهتمامهم بصورة عامة إلا من رحم الله بالتفقه في عبادة الصيام، كما أن الملايين من المسلمين يهتمون بالهلال وبداية دخول الشهر الكريم والاختلاف والشقاق في ثبوت الرؤية أو الحساب أكثر مما يهتمون بنية الصيام. النية هي أول عبادة .. فعن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه». أما رؤية الهلال أو حساب ثبوت دخوله فإن ولي الأمر هو المعني بتحديده وليس علينا نحن الرعية أن نتدخل في ذلك وإلا صار الأمر فوضى، كما يحدث في الصومال أو جنوب افريقيا أو الهند.. لكن النية واجبة على كل مسلم وكل مسلمة كل ليلة من ليالي الشهر الكريم، فبعد أن نفطر ونصلي المغرب يبتدىء وقت النية حتى طلوع الفجر من اليوم التالي.. وذلك لحديث «لا صيام لمن لم يبيت النية من الليل» غير أن كثيرا من العلماء قالوا يكفي أن ينوي المسلم الصيام في بداية شهر رمضان عن صيام الشهر كله. لكن هناك علماء شددوا أنه لا صيام لمن لم يبيت النية في كل ليلة من ليالي رمضان. وفي هذا الشهر نزل القرآن على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سماه الكثير من العلماء شهر القرآن، وقال أبو حنيفة رحمه الله يستحب للمسلم أن يقرأ القرآن كاملا مرتين في العام على الأقل مرة في شهر رمضان ومرة في بقية العام. وهذا هو أدنى حد عنده فمن زاد فله ثواب الزيادة. وقد وردت أحاديث عن النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم تدل على مضاعفة الأجر في رمضان، فمن صلى فريضة في رمضان كمن صلى سبعين فريضة فيما سواه، وعلى ذلك قس. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان فيقول عليه الصلاة والسلام : «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه». وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه». السطر الأخير قال الله تعالى : {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان}..