أماكن الولادة عبر العصور كانت وربما لاتزال في المنازل، ثم أخذت المستشفيات تلك المهمة تدريجيا إلى أن أصبحت هي الأكثر رواجا في هذه المهمة، أضف إليهما هناك ولادات تتم في (الشارع) أو على الترولي وفي الإسعاف أي في الطريق إلى المشفى وفي الطائرة..!. لقد حدث تغير ظاهر في (الأماكن) التي كانت سائدة للولادات!. فمثلا نجد أن معظم الولادات (الطبيعية وغير الطبيعية) وإن لم يمكن كلها منذ نشأة الخليقة تتم في المنازل! وإلى عهد قريب لم يخل منزل لم تتم فيه ولادة. وبالتالي كانت (الخبرة بعملية التوليد) متوفرة عند الكثير من (الجدات) ولها في ذاكرة الكثيرات منهن مكان!. حتى وبعد أعوام من ذلك التاريخ وعندما عدت بعد الدراسة والتخصص في طب النساء والتوليد، عندما بدأت عملي كأخصائي أمراض النساء والتوليد كان معظم الولادات تتم في المنازل، فقد كنت أشرف على ولادات في بيوت فخمة وفي منازل كثيرة بعضها تنقصها الكثير من الكماليات. وكان ينقل إلى المستشفى ما تعسر من تلك الولادات. فإلى عهد قريب ليس بأكثر من 10% من الولادات الطبيعية كانت تتم ولادتهن في المستشفيات!. وتبدل الحال حيث أصبح الآن أكثر من 90% من الولادات الطبيعية تتم في المستشفيات. وفي ذلك لا شك إرهاق على الأم والأسرة وعلى أسرة المستشفيات وعلى وزارة الصحة. أضف إلى ما سبق ولادات تتم في الطائرات وفي الشوارع وعلى الترولي وفي المراكب والعربات. وتعدد أماكن الوضع أصبح يملي على الكثير من الناس أن يكونوا على علم وإلمام (بعمليات التوليد)، وأصبح لهذه الثقافة مكان في وسائل العلم والمعرفة. (وللحديث عن من يتولى عملية الولادة في المازل بقية)..