«التفجير» و«الفجور»، مصطلحان يلتقيان في بعض الأحرف، والبعض يصر على أن يطبقهما على أرض الواقع، عندما يتبرمج العقل أن كل تصرف يخالف معتقداته التي رددها كالببغاء الأحمق هو «فجور»، ستتكرر لدينا المأساة أن كل «فجور» يجب أن يوقفه «تفجير»، وكل «تفجير» يجب أن ينفذه مفجر «فاجر»، ووراء كل تفجير يجب أن نزف عرسانا جددا غير ابن كوثر. حسنا، انس ما قلت عن قتل الإنسان للإنسان، اعطني يدك للضفة الأخرى. إحصائية تقول: الغزلان تقتل سنويا 130 إنسانا، بينما يقتل البقر 22 شخصا، قنديل البحر 40، والنمل أيضا يقتل ما يقارب 30 شخصا، كذلك الأحصنة تقتل 20، وفرس النهر 2900، بينما تقتل أسماك القرش 5 فقط من البشر. عندما نقول مصطلح «حيوانية» فإننا نطلقه للدلالة على عدم وجود العقل واتباع الشهوة والغريزة دون تفكير، وعندما نقول «إنسانية» فإننا نرمز للرحمة والإحساس المرهف والعطف والعقلانية والتوازن. لماذا علينا أن نقارن بين حيوانية الإنسان وحيوانية الحيوان؟! لأننا غالبا سنصل لنفس النتيجة ولنفس العنف الممارس على الطرفين من كلا الطرفين. عندما نبحث عن ما استجد في آخر الإحصائيات نجد غالبا إحصائيات ترتبط بقتل الإنسان للحيوان، لكن لماذا لا يظهرون كيف تقتلنا الحيوانات؟! وكيف يمارسون علينا ألوانا وأشكالا مختلفة من العنف؟! بالمناسبة، جمعيات حقوق الحيوان نجدها دوما تدافع عن الحيوان من الإنسان، لماذا لا تصده عنا قبل أن تحميه منا؟! وبالمناسبة أيضا، لماذا لا تحمينا جمعيات حقوق الإنسان من الحيوانات ومن قتلهم لنا بشكل عشوائي؟! أم أن عدم وجود العقل أصبح مبررا وبوابة تصريح وعبور وضوءا أخضر أمام كل من يود ممارسة أي شيء يود فعله؟!.