لم يمهل الموت الشاب مرتضى حسين الحاجي ليدخل القفص الذهبي، إذ اختطفه قبل أن يلتقى عروسه ببضع ساعات، إثر تعرضه لصعقة كهربائية، خلال ترتيبه عش الزوجية يوم زفافه. وبين أنور أن شقيقه مرتضى الذي لم يتجاوز ال26 من عمره، يتيم الأب يعيش في قرية البطالية في الاحساء، كان يحلم كأي شاب أن يؤسس أسرة تغمرها السعادة متوجة بالذرية الصالحة، ولم يتمكن من إكمال دراسته لظروفه الأسرية فالتحق بالعمل بوظيفة حارس لأحد المنتجعات السياحية في الأحساء. وذكر أنور أن شقيقه مرتضى رحمه الله بعد أن تمكن من جمع مبلغ من مرتبه المحدود الذي لا يزيد على 1500 ريال اشترك في برنامج الزواج الجماعي، ولم يجد قاعة لإقامة حفل النساء، إلا بعد ثلاثة أيام من مهرجان العرسان. وقال أنور: بعد أن احتفل في الزواج الجماعي توجه في اليوم التالي برفقه ثلاثة من إخوته الصغار ليساعدوه في تنظيف شقته، ويرتبوا الأثاث، وأثناء غسل الشقة كان هناك سلك كهرباء مكشوف، أراد نزعه لأنه يشكل خطرا، إلا أنه تعرض لصعقة كهربائية، وما فاقم الوضع أن المياه كانت تنتشر تحت قدميه، مشيرا إلى أن إخوته الصغار اتصلوا به ليأتي الاسعاف وكشفت الفحوصات في المستشفى أن مرتضى توفي في مكانه. وأفاد أنور أنهم تلقوا نبأ وفاة أخيه كالصاعقة، وحاولوا إيصال الخبر لوالدته تدريجيا، وطلبوا من والد العروس أن يأتي إلى منزلهم بدعوى أن مرتضى مريض، وحين وصل أخبروه بالخبر المؤلم. وأضاف: ما زلت اتذكر أخي العريس وهو يصلي الشكر لله يوم زفافه على توفيقه، ولا أملك إلا الدعاء له بأن يرحمه الله، ويدخله فسيح جناته، لافتا إلى أن جموعا غفيرة شيعت الفقيد من بلدات الأحساء كافة البارحة الأولى، ويقام العزاء في مجلس العباسية في البطالية عصرا وليلا لمدة ثلاثة أيام.