جاءت تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الأسبق أيهود باراك، التي اشار فيها بأنه يؤيد قيام إسرائيل بعملية فك ارتباط أحادية الجانب والانسحاب من الضفة لأن الانتفاضة الفلسطينية اندلعت بعد أن سيطرت اسرائيل على الفلسطينيين خلافا لرغبتهم.. متاخرة. صحوة باراك، جاءت بعد اعتزاله العمل السياسي، إثر فشل متكرر في جميع المناصب التي تقلدها من رئاسة الأركان إلى وزارة الدفاع والخارجية إلى رئاسة حزب العمل ورئاسة الحكومة، وجاءت متأخرة 15 عاما ايضا، بعد قمة «كامب ديفيد» المشهورة في صيف عام 2000 التي جمعته مع الرئيس الأمريكي الأسبق كلينتون، والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والتي كان يتوقع لها الكثيرون وضع الحلول النهائية للقضية الفلسطينية، وإنهاء الصراع الفلسطيني/الاسرائيلي. غير أن مواقف باراك المتشددة في مسائل الأمن والقدس واللاجئين أفشلت القمة، وعاد باراك سامحا لشريكه أرئيل شارون باقتحام المسجد الأقصى، لتشتعل الأرض الفلسطينية بالانتفاضة الثانية. واليوم يتحدث باراك أن حكم الفلسطينيين كان خطأ، وأنه لا بد من التفاوض مع أبو مازن، لأنه يخشى من مرحلة ما بعد أبو مازن، ويدعو للانسحاب من الضفة الغربية وإقامة الدولة الفلسطينية، وسؤالنا لباراك في صحوته المتأخرة، ألم يكن ذلك ممكنا قبل 15 عاما عندما كنت رئيسا للحكومة، وكان بالإمكان تجنب إراقة المزيد من الدماء، وإنهاء الصراع وإحلال السلام؟!