يتخلص الناس مما يكرهون وأنا أتفانى في فعل العكس أدعو الذكريات الى الصالون مرات عديدة في اليوم نتبادل الأحاديث عن أجمل مشهد في فيلم «سينما الحمراء» والدرج الأسود المكتوب عليه بخط عنيد «يا ترفق بالشعراء فهم أطفال يتعاركون مع الموت يمزقون ثيابه وينهش بطونهم وأحيانا أحبابهم الأعز ويخترعون أسبابا مضحكة للحياة». عن الشعيرات البيضاء التي تهرب كالسنابل من فم طائر البلشون على «باب الكنائس»حين أتسلى بعدها بين أسنان المشط وأنا أفك ظفائري وبدل أن أناصب الزمن العداء أرتب قلوب الرجال المنهزمين في الحب أسر للذكريات أن رأسي مليئ بالثقوب وعلي أن أفرغه من الأيام القاسية مثل أم تشتهي عمرا كافيا ليحبها الأبناء والجيران والأقارب البعيدون ولها مطبخ فيه قطط لا تؤذي أحدا تخرج فناجينها المحبة وتحضر القبلات مع «توست» القهوة والمربى وشتلة الحبق لكن لا أحد يأتي.