وصف سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، حادثة تفجير مسجد الإمام علي ببلدة القديح بالجريمة النكراء، مشيرا إلى أنه تم التخطيط لها بعمق من أجل ضرب المواطنين بعضهم ببعض وإثارة الفتة بين أبناء الوطن الواحد. وقال: «هذه جريمة نكراء مخطط لها بعمق لضرب وحدة الأمة، فالمتأمل لما حصل يعرف تماما أن مثل هذه الحادثة لا تخدم إلا أعداء الأمة فهم أقدموا على ذلك لعلمهم الأكيد بما تحدثه من شق للصف وتفريق للكلمة، ولكن نحن أمة مسلمة تدين بعقيدة سليمة وتحت حكومة رشيدة تؤدي واجبها على أحسن حال، ومن يخترق صفوفنا ويثير الطائفية بين أبنائنا أو يفرق شملنا نقول لهم لن تنالوا مرادكم، وتساءل آل الشيخ مستنكرا: من يرضى بضرب جماعة من الناس عدوانا بلا ذنب ولا جرم اقترفوه ظلما وعدوانا، هذا خطأ في خطأ، وقاصدوه ليسوا مصلحين إنما هم مفسدون، وفئة ضالة مفسدة لكن إن شاء الله المواطنون على وعي تام وفكر سليم وما قصد بهذا إلا الإفساد لا الإصلاح، وشدد على أن الواجب في هذا الوقت أن نكون يدا واحدة مترابطين أمام التحديات التي تواجهنا، ونعلم أن أعداءنا يريدون تفريق شملنا وأن يحيلوا هذا البلد الآمن المطمئن إلى فوضى واضطراب، لكن الله يكفينا شرهم وأذاهم ولن ينالوا مرادهم وسيرون ما يسوؤهم إن شاء الله، مستذكرا قول الله تعالى: (ورد الله الذين كفروا بغيظهم لن ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال). وبين أن المجرمين استغلوا هذا الوقت واختاروه بعناية ليزداد المصاب والثقل على الأمة، فهم يحاولون إشعال الفتنة مع ما تشهده بلادنا حماها الله من حرب ضد الحوثيين وأمثالهم، وأرادوا أن يجمعوا المصائب على المسلمين ولكن الجميع على وعي بأن هذه العملية إجرامية محضة لا يمكن أن يؤيدها أي مسلم، وأوضح أن الواجب على العلماء والدعاة بيان الموقف السليم لا الرد فقط، وهذه الأمور ما جيء بها لخير وإنما لشر محض وبلاء وفتنة لإيقاد العداوة والبغضاء وتفريق صف الأمة، كما يجب أن يكون العلماء على وعي وإدراك ويحذروا الناس من هذه الآراء الفاجرة وألا يتواطأ أو يؤيدهم أحد، وأن من علم تخطيطه لهذا الأمر عليهم أن يبلغوا ويخبروا عنه لأننا أمة مسؤولة عن أمن بلادنا واستقرارها.