أكد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يأتي امتدادا للدور الرائد للمملكة بلاد الحرمين الشريفين ورسالتها الإسلامية والإنسانية والعالمية، وإنه بحق لمفخرة تاريخية وإنسانية ومبادرة حضارية ونقلة إغاثية نوعية في السجل التاريخي الحافل لسلمان الحزم والأمل والعزم والعمل جعله الله في موازين أعماله الصالحة. وقال في خطبة الجمعة من المسجد الحرام أمس: «إنه من روائع الأمل وبديع التفاؤل ومن أبهر مواقف النبل ومآثر المواساة والتآخي التي سطرتها بلاد الحرمين الشريفين رعاة ورعية في التخفيف من جراحات إخواننا المرزوئين والمصابين، ونصرة الحق على الباطل والعدل على الظلم مهما عتى وتجبر أهله، فكانت إعادة الأمل بعد عاصفة الحزم نورا يضيء البصائر والأبصار ويبعث في النفوس البشر والضياء بعد ما أتت عاصفة الحزم ثمارها وحققت أهدافها لرد اعتداء عصابات البغي والطغيان التي انقلبت على الولاية الشرعية، وخدمت أجندات خارجية تريد أن تزرع بذور الطائفية الإقليمية المقيتة في المنطقة برمتها». وأوصى السديس بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، وقال «في ظل الأزمات المتراكمة تبرز قضية متراكمة مؤرقة تحذو بفئات من الناس من الولوج في غياهب معدومة الرغائب من اليأس والقنوط والإدراج في سراديب الإحباط، وبين هذا وذاك يتقلب أناس نصبوا أشرعتهم في رياح التشاؤم واليأس ودوافع الإحباط واليأس، وهذا الداء العضال الذي ما ألم بأمم إلا أوبقها وعند انتشار ضرره تبرز ضحالة الوعي والفهم وانصراف كثير من الناس عن العلم وأهله وانسياق كثيرين خلف الشائعات المغرضة والأراجيف المضللة، لذا لزم وقفة جادة بعزيمة متماسكة أمام رياح اليأس العاتية التي تضرب بجنبات الأمة وتكاد تعصف بكثير من شبابها وفتياتها وتذهب بهم مذاهب شتى بلا أين ولا حتى». ودعا فضيلته قائلا: يجب أن نعيش التفاؤل والأمل عملا بتعاليم ديننا الحنيف وتحقيقاً لمقاصد شريعتنا الغراء من تحقيق المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها وتأسيا بهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم. من جهته أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ في خطبة الجمعة أمس، وجوب التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وذكر أن الأمة لا يمكن أن تستعيد مجدها إلا من خلال هذين الأصلين، وسرد العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الدالة على ذلك. وأشار إلى أهمية حفظ المسلم لنفسه بامتثال الطاعات والبعد عن المحرمات. وتحدث عن فضل شهر شعبان، وكيف أن النبي عليه السلام كان يصومه، ونبه على عدم ثبوت قيام ليلة النصف من شعبان وصيام النصف وتخصيص أي من أيامه بعبادة معينة. وفي ختام خطبته دعا الله أن ينصر ويعز قادة هذه البلاد ويحفظ بلاد الحرمين وسائر بلاد المسلمين، كما سأل الله أن يغيث العباد والبلاد.