شهدت منطقة الباحة في الأشهر الأخيرة العديد من حوادث الاحتجازات في بطون أودية منطقة الباحة ومحافظاتها التسع بالسراة وتهامة والبادية وشملت العديد من القرى والهجر ما نتج عنه احتجازات للمواطنين والمركبات والمواشي، إضافة إلى سقوط السيارات في بطون الأودية مع انعدام المردات الخرسانية. ويظل غياب عبارات درء مخاطر السيول في طرقات الأودية التي تتوسط القرى والأحياء السكنية أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى وقوع العديد من الحوادث رغم اعتماد بلديات المنطقة ومحافظاتها في ميزانياتها كل عام مشاريع درء أخطار السيول وتصريف مياه الأمطار لخدمة مواطني العديد من تلك القرى ومنها على سبيل المثال الطريق الذي يقطع قرى حضوة وآل سلامان وقريدة والوكف والكورس حتى يصل إلى سد الخرار ثم سد مدهاس وينفذ بقرية مسير بالمندق، حيث كلف المقاول بتنفيذ عدد من العبارات ضمن مشروع درء أخطار السيول وتصريفها. وفي جولة «عكاظ» على طريق حضوة بالمندق حيث ينفذ مشروع تصريف السيول بالشارع العام في قرية مسير بمسافة تزيد على 14 كلم، إذ يشكل الوادي خطورة على هذه القرى، مع تعثر مشاريع درء أخطار السيول للوادي الذي يسلكه أهالي القرية من موظفين في مختلف القطاعات الحكومية من مدنيين وعسكريين وطلاب وطالبات في التعليم العام والجامعي ومعلمات، بالإضافة إلى مصطافي وزوار المنطقة على مدار العام وخلال موسم الصيف بشكل خاص للاستمتاع بالوادي وما يحتويه من طبيعة خضراء تتمثل في وجود أكثر من 200 شجرة رمان إضافة إلى وجود سد الخرار الخالي من المياه، وسد وادي مدهاس الذي فاض من مياه الأمطار والسيول التي شهدتها المنطقة مؤخرا. خطورة «الخرار» في البدء التقينا ببطن الوادي بالشاب علي أحمد زياد من أهالي قرية حضوة وموظف حكومي بالباحة إذ يقول: توقفت مجموعة من مشاريع أخطار السيول وتصريف مياه الأمطار في مجموعة من العبارات بالوادي ومنها عبارة بالقرب من سد وادي الخرار الذي اعتمد مشروعها في 11\ 2\1436ه ونفذ منها جزء بسيط، فيما توقف المقاول عن العمل رغم أن موعد انتهاء المشروع في 11\2\1437ه بتكلفة زادت عن مليوني ريال، غير أن المشروع مازال لم ينفذ رغم خطورة الطريق على الأهالي والطالبات والطلاب على مدار العام، ناهيك عن الطلوع والنزول المجاور لسد الخرار حيث تنعدم المردات الخرسانية الواقية، مطالبين بلدية المندق بالتحرك لوضع مصدات خرسانية لحماية الأهالي، رغم أن السنوات الماضية شهدت عددا من حوادث الغرق بالسد، وهو ما ضاعف مخاوف الأهالي حيث أصبح الطريق غير آمن، مشيرا إلى أن هناك حافلة نقل طالبات تنقل ما يزيد على 25 طالبة من قرى حضوة والقرى المجاورة وتمر من طريق سد الخرار وذلك ما يشكل خطورة بالغة عليهن في غياب الجهات ذات الاختصاص. احتجاز الأهالي والمركبات يشاركه الرأي خالد بن غرم الله أحمد الزهراني مضيفا: يشهد الطريق حوادث احتجاز كثيرة لعدم وجود أو اكتمال عبارات مشروع درء أخطار السيول، وذلك لحماية الأهالي والزوار، إلا أن مقاولي الشركات لا يحركون ساكنا في ظل غياب الرقابة والعقوبات، في ظل تسليم البلديات هذه المشاريع لمقاولين قليلي الخبرة وليس لديهم دراية في تنفيذ مثل تلك العبارات أو الجدار الاستنادي لطريق الوادي بالرغم من صغر مسافة العبارات المطلوبة، وأضاف الزهراني أن أهالي القرى المجاورة سبق أن تقدموا بمطالبات بسرعة تنفيذ تلك العبارات والجدران الاستنادية حتى لا يتعرض الأهالي والممتلكات إلى حوادث لا يحمد عقباها، مشيرا إلى أن الجميع يفرح كل عام بتنفيذ المشروع أو إكمال جزء كبير منه، إلا أن أحلام الأهالي تضيع هباء دون أن ترى أي جديد على أرض الواقع. ويشكو عطية علي الزهراني من تعثر مشاريع صرف السيول، مؤكدا أنها لم تكتمل بالإضافة إلى غياب المردات الخرسانية على الطريق وخاصة الطريق المطل على سد وادي الخرار، متسائلا عن الدور الرقابي للبلدية والطرق والدفاع المدني، مشيرا إلى أن أعمدة الإنارة في الطريق تخلو من الإنارة، مندهشا من تعثر جميع المشاريع دون تدخل أي من الجهات المسؤولة، فيما اتفق معه كل من حامد غرم الله الزهراني وعلي محمد عريج وزايد أحمد زياد على أن الأشجار ومياه الأمطار طمرت قواعد أعمدة الإنارة وهو ما تسبب في توقع مشروع الإنارة في الوادي، رغم تقدم الأهالي بمطالبات للمجلس البلدي في المندق، مهيبين بأعضائه بالوقوف على معاناة الأهالي والعمل بشكل عاجل على رفع الضرر عنهم سواء من حيث إكمال العبارات أو إنجاز مشاريع السيول والأمطار، أو بناء مردات خرسانية لحماية الأرواح، ناهيك عن تأخر المشاريع البلدية الأخرى. في المقابل أوضح الناطق الإعلامي للمجلس البلدي بمحافظة المندق مهدي بن حسن الزهراني أن المجلس ومن خلال لجنة متابعة المشاريع بالمجلس، حرص على وقوف اللجنة على عدد من المواقع الجاري تنفيذ المشاريع بها، واتضح أن هناك عددا كبيرا من المشاريع تحت التنفيذ، فيما أكد أن نسب إنجاز مقاولي الشركات تتجاوز 70% من إجمالي المشروع، وألمح إلى أن أحد المنفذين للمشاريع في قريتي حضوة وسلامان في جزء بسيط يعتبر متعثرا، وقد وجه له إنذارا من قبل البلدية، مضيفا أن المشاريع الأخرى والجاري تنفيذها في قرية حضورة وسلامان على امتداد الوادي تم الانتهاء من أعمال الإنشاءات بالكامل فيما لاتزال عمليات استكمال المشاريع قيد التنفيذ حيث تتولى مؤسسات أخرى العمل في الاستكمال والعمل جارٍ فيها إلا أن الأمطار التي هطلت مؤخرا على المحافظة أعاقت الاستكمال. وأضاف الزهراني أن المجلس طالب في جلسته الأخيرة بلدية المندق بحث المقاولين بسرعة الإنجاز في كل اتجاهات المحافظة والتأكيد على كافة المقاولين بسرعة الإنجاز في ظل الحاجة الملحة لهذه المشاريع لمواجهة الإقبال الكبير للزوار في موسم الصيف. واختتم الزهراني حديثه ل «عكاظ» موضحا أن المجلس لا يتردد في القيام بجولات ميدانية لمتابعة المشاريع والرفع بالملاحظات التي يستوجب الرفع بها، كما يرحب المجلس بأي ملاحظات من الأهالي حيث تم تخصيص يوم الإثنين من كل أسبوع لاستقبال الأهالي بمقر المجلس من الرابعة والنصف عصرا وحتى صلاة المغرب..