رغم أن أمانة منطقة نجران، بدأت تنفيذ المرحلة الثانية لمشروع تسوير المقابر، في مواقع متفرقة بالمنطقة بمبلغ تجاوز المليون والنصف مليون ريال، ومدة المشروع 12 شهرا، إلا أن أغلب تلك المشاريع مضى عليها أكثر من شهرين والعمل فيها متوقف. «عكاظ» رصدت عددا من المقابر في الحضن وزور وادعه بعد إزالة السور القديم للمقابر، للتحول إلى مرتع للإبل والقرود والكلاب الضالة في ظل عدم المتابعة من قبل أمانة نجران للمشاريع التي تبعد عن وسط المدينة، حيث اكتفى المقاول بوضع لوحة تعريفية باسم المشروع وتاريخ استلام الموقع بتاريخ 10/5/1436ه وقيمة العقد البالغة (1،629،725) ريال متجاهلا الساعة الزمنية للمشروع. وسجل عدد من أهالي قرى غربي نجران استغرابهم من سحب المقاول لمعداته من مشروع تسوير المقابر للمرحلة الثانية التابع لأمانة المنطقة بعد أن شرع المقاول في هدم سور المقبرة القديم وحفر القواعد الأساسية للمشروع الجديد القاضي بتسوير المقبرة وفق مواصفات معتمدة من قبل أمانة نجران منذ أكثر من شهرين، مستبيحا بذلك حرمة الأموات. وعلق سعيد السنيدي، من سكان قرية زور وادعه غربي المدينة قائلا: إن المقاول توقف عن العمل في المشروع بعد أن هدم السور المحيط بأحد المقابر في القرية وعمل حفرة للقواعد الأساسية للمشروع، تاركا المقبرة عرضة لأخطار السيول وأيضا مرتعا للكلاب والقرود ومرمى للنفايات. مشيرا إلى أن سور المقبرة القديم كان يفي بالغرض ولا يحتاج إلى هدم، مضيفا أنه كان من الأولى على أمانة المنطقة أن تستغل ميزانية المشروع الجديد الخاص بتسوير المقبرة في دعم مشروع درء أخطار السيول المجاور للمقبرة الذي توقف العمل فيه منذ ما يقارب 4 سنوات، مبديا تخوفه أن يكون مصير مشروع المقبرة الضياع وهدرا للمال العام مثل ما حدث لمشروع درء أخطار السيول في قريتهم دون تحرك من أمانة المنطقة في محاسبة المقاول أو تكليف مقاول آخر بتكملة المشروع، خاصة أنه في حال هطول الأمطار وجريان السيول تكون المقبرة عرضة للخراب وربما يؤدي ذلك إلى تضرر القبور ونبشها بسبب السيول الجارفة. وبين محمد علي، أنه للأسف المشاريع التي تنفذ في القرى البعيدة عن وسط المدينة تغيب عنها الرقابة حيث أن مشاريع الأمانة تنفذ بشكل جزئي، وكأن الهدف منها صرف مستحقات المقاول دون إكمال المشروع بما يعود بالفائدة على المواطنين، مشيرا إلى أن المقاول المنفذ لمشروع المقبرة وضع لوحة تحمل بيانات المشروع وتاريخ بداية المشروع ومدة المشروع متجاهل الساعة الزمنية في حساب الوقت وأيضا وسائل السلامة، حيث قام بهدم السور القديم ملحقا الضرر ببعض القبور، ثم قام بعد ذلك بحفر القواعد الأساسية بعمق أكثر من نصف متر، وسحب المعدات مخلفا العديد من الحفر التي باتت تشكل خطرا على سالكي الطريق المؤدي إلى القرية الواقعة بالقرب من الشريط الحدودي. وانتقد إبراهيم محمد، أمانة المنطقة في الإقدام على تنفيذ مثل هذا المشروع وكان الأولى عليها قبل ذلك تنظيف المقابر من الأشجار التي تخنقها وباتت مرتعا للحيوانات، مشيرا إلى أن المقبرة الواقعة في قرية زور وادعة توجد بجوارها مساحة كبيرة من الأراضي الفضاء تحولت إلى مرمى للنفايات ومخلفات المباني والحيوانات النافقة، مطالبا من الأمانة أن تستشعر بمسؤوليتها وتقوم بتنظيفها. وطالب سكان غربي نجران من وزارة الشؤون البلدية والقروية بتشكل لجنة لتقصي حقيقة مشاريع المقابر التي أصبحت الأمانة تهتم بها رغم مطالب الأهالي المتكررة بإنشاء مشاريع حيوية تخدم الأحياء قبل الأموات.