أعرب مواطنون يقطنون في منطقة القرى القريبة من الحديبية غربي العاصمة المقدسة على طريق مكةجدة القديم (الشميسي).. أعربوا عن قلقهم البالغ من إقدام شركة مقاولات على سور المقابر والدخول إلى مسافة تتجاوز ال 12 مترا إلى العمق لإنشاء سور جديد بدل القديم المتهالك؛ طبقا لتبرير المهندس المسؤول عن تنفيذ المشروع والعمالة المرافقة له. ويخشى المواطنون أن تعمل الشركة على نبش القبور الواقعة ضمن المنطقة المستقطعة من المقبرة القديمة حيت يتجاوز عمرها أكثر من 60 عاما. آليات في المقبرة هيثم الشريف يقول إن الأهالي فوجئوا بآليات شركة المقاولات وهي تهدم سور المقبرة حيث قامت أمانة العاصمة المقدسة بإنشائه العام الماضي ضمن مشاريع إعادة ترميم وإنشاء أسوار كل المقابر في مكةالمكرمة. ويضيف هيثم، أن الشركة المذكورة عملت على هدم السور القديم وإعادة إنشائه من جديد. وما يثير قلق الأهالي دخول آليات الهدم إلى مسافة تتجاوز ال12 مترا دخل المقبرة، وإنشاء أعمدة السور الجديد، وعندما سأل المواطنون العمال عن أسباب استقطاع هذه المسافة؛ ذكروا بأنهم يعملون على بناء سور جديد للمقبرة بدلا من السور القديم المتهالك وأن الأمانة حددت المسافة للبناء. وأن في حوزتهم ما يؤكد موافقة الأمانة وتصريحها. أين المستندات هيثم الشريف يضيف ويقول: إن الأمانة عندما تنفذ أي مشروع تمنح تصريحا رسميا باسم الموقع مبنيا على خرائط وكروكيات مع تصوير جوي للموقع، كما يتم تسليم كل هذه المستندات للجهة المنفذة للمشروع. موضحا أن المستند الذي كان بحوزة العمالة عبارة عن محضر تسليم بناء أسوار لمقابر مكة بتاريخ 8/5/1435ه يشتمل على نحو 15 موقعا ولم يسجل اسم موقع «مقبرة الحديبية» الذي تمت فيه أعمال الهدم والبناء. مضيفا بأنه تقدم ببلاغ رسمي إلى مركز خدمة العملاء بأمانة العاصمة المقدسة وتم تسجيل رقم للبلاغ (49960) ولم تتجاوب الأمانة معهم. فالح البركاتي قال: إنه استدعى الدوريات الأمنية التي قدمت إلى الموقع وأوقفت العمال عن العمل لمدة 24 ساعة؛ بعد أن لاحظ الأمن أن التصريح؛ لم يشمل الموقع بالإضافة إلى استقطاع الشركة جزءا من المقبرة. وتم إيقاف العمل لحين جلب تصريح رسمي بإنهاء العمل على النحو المطلوب وفي الموقع المحدد. ويضيف البركاتي، أن الشركة لم تراع حرمة الموتى ونبشت قبورا تعود إلى نحو 60 عاما والمدهش أن الأمانة شيدت السور في العام الماضي، مؤكدا تجاوز الشركة لحدود الموقع الأصلي للمقبرة. أيقاف مؤقت وعلى ذات الرأي يمضي فهد البركاتي ويقول: إن عمر المقبرة تجاوز ال60 عاما والأهالي يعرفون حدودها جيدا وأن الجزء المستقطع من جهة الشمال الشرقي منفذ لطريق مؤد إلى المساحة المخصصة لبناء إحدى الشركات. مفيدا بأن عمال الشركة عادوا للعمل بعد ثلاثة أيام من إيقاف الدوريات الأمنية لهم بذات التصريح، مشيرا إلى أن المسؤول عن تنفيذ المشروع هاتفه من جواله وأفاد أن التصريح صحيح وأن الشركة تقوم بترميم السور، كما أفاد بأن الأمانة سترسل مندوبا يوم الخميس (الماضي) للوقوف على شكواهم ولم يأت أي شخص. ويطالب الأهالي بتشكيل لجنة من إمارة منطقة مكةالمكرمة وهيئة السياحة والآثار لتحديد الموقع التاريخي الصحيح للمقبرة والتأكد من أن الجزء المستقطع منها لا توجد به رفاة لأموات، وإن وجدت مقابر لا تهدم إلا بفتوى شرعية من العلماء مراعاة لحرمة الأموات. الأمانة تنفي في المقابل أوضح الناطق الإعلامي في أمانة العاصمة المقدسة أسامة زيتوني أن السور الجديد الذي أنشأته الشركة تصحيح لوضع السور القديم، حيث تم الرجوع للمصورات القديمة ووجد أن السور الموجود بعيد عن حدود المقبرة، وأن الجديد هو المسار الحقيقي لها، وعند إنشاء السور الجديد تم الإبقاء على القديم، موضحا بأنه لا توجد أي قبور خارج السور الجديد ولا في المنطقة الواقعة بين السورين ولم يتم نبش أي قبر بالمنطقة كما يدعي الأهالي.