تواجه الهدنة الإنسانية التي أعلنت عنها المملكة في اليمن، عدة عقبات قد تعرقل بدءها اليوم، يتصدرها الموقف السلبي من جماعة الحوثي لبدء هدنة إنسانية، باعتبار أنها هي من صنعت هذه الكارثة الإنسانية لأهداف سياسية تسعى الى تحقيقها.. وهو ما يضع الكثير من علامات الاستفهام حول مدى التزامها بالهدنة لا سيما في ظل أسلوب النفاق السياسي الذي تتبعه الجماعة وقائدها عبد الملك الحوثي من حيث خرقها لجميع الاتفاقيات السابقة التي وقعت على الأرض وعدم التزامها بأية قوانين أو عهود أو مواثيق.. اضافة الى كيفية وصول المساعدات وبخاصة من أطراف على علاقة بالأزمة وضمانات خلوها من محاولة استغلالها في إعادة تسليح الحوثيين. وحذر المحامي فيصل المجيدي المحلل السياسي اليمني من امكانية استغلال الحوثيين الهدنة في التوسع العسكري وإعادة الانتشار المسلح في الأرض اليمنية، ولابد من أخذ ضمانات من الحوثيين لعدم تحركهم أو استغلال الهدنة، خاصة بعد نقض الحوثي 75 اتفاقا. وقال محمود جابر المحلل السياسي، إنه منذ توقف عاصفة الحزم وبداية عملية إعادة الأمل، أثبت الحوثيون عدم التزامهم بأي اتفاق على الأرض، مشيرا الى ان استجابتهم السابقة لمبادرات وقف إطلاق النار كانت فقط محاولات لتعزيز موقفهم داخل الأراضي اليمنية. ويرى جابر أن المقترح السعودي يعززه مفاوضات ومبادرات للحل السياسي على الأرض، ومن المفترض أن تكون هناك جلسة مباحثات تضم جميع الأطراف، ووجود مفوض أممي في مدينة الرياض منتصف الشهر الجاري. بدوره، أكد الناشط السياسي اليمني وعضو مؤتمر الحوار الوطني حمزة الكمالي، أن ما يجري على أرض الواقع ينبئ برفض الحوثيين للهدنة وعدم قبولهم لوقف إطلاق النار، مشيرا الى ان الهدنة المطروحة لا تشمل المقاومة الشعبية اليمنية، لأنهم يدافعون عن أنفسهم ولا يعتدون على أحد.