عقب أكثر من 9 ساعات متواصلة نجحت فرق الدفاع المدني في انتشال جثة طفل يبلغ من العمر 5 سنوات (مصري الجنسية)، سقط داخل حفرة صرف صحي بحي الصفا كانت مفتوحة من قبل سائق صهريج من جنسية أفريقية يقوم بأعمال الشفط. وتلقت غرفة عمليات الدفاع المدني بلاغا لتوجه 8 غواصين تناوبوا في البحث داخل خزان الصرف الصحي حيث كشفت عمليات البحث عن وجود بئر داخل البالوعة مرتبطة بالمياه الجوفية ومليئة ببقايا الصرف الصحي إلى الغطاء الحديدي لتتم الاستعانة ب17 صهريجا لشفط المياه ما مكن الغواصين من انتشال جثته عند التاسعة والنصف بعد معاناة جراء حجم حفرة الصرف الضخمة والتي تقدر بطول 7 أمتار وعرض 5 أمتار وارتفاع 7 أمتار وملحق بها بئر بعرض متر ونصف وبعمق 20 مترا كانت جميعها مليئة برواسب الصرف الصحي،وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة العقيد سعيد سرحان، أن فرق الدفاع المدني عملت خلال ثماني ساعات وخمس وعشرين دقيقة متواصلة في انتشال طفل من خزان صرف صحي بشارع أم القرى عن طريق ثمانية سباحين، وأشار إلى أنه تزامنا مع عمليات البحث داخل الخزان تم سحب كميات المياه عن طريق صهاريج الشفط، إلا أنه لم يظهر ما يشير على وجود الجثمان، لتواصل الفرق عملها في ظل ظروف صعبة بسبب اتساع وعمق خزان الصرف وتدفق المياه الجوفية، وبعد ساعات من العمل تم التأكد تماما أن خزان الصرف لا يوجد به ما يشير إلى وجود الطفل، وفي تلك الأثناء تم العثور على بئر بالزاوية الشمالية الغربية من خزان الصرف ممتلئة بالمياه الآسنة وبعمق يزيد على 14م، مما استدعى سحب المياه عن طريق مواتير شفط شركة المياه لتبدأ كميات من المياه الجوفية في التدفق إلى وسط البئر في قطر 3م وعمق 14م، ليلزم دعم الموقف بمواتير داعمة لتتناسب كميات الشفط مع كميات المياه الجوفية المتدفقة، وبعد ساعات من العمل تمكن أحد أفراد الإنقاذ المائي من الغوص داخل المياه الآسنة بعمق 21م عن سطح الأرض ليتمكن من انتشال الطفل بعد أن فارق الحياة، وتوصل فريق التحقيق بمشاركة الأدلة الجنائية إلى أن الطفل كان برفقة والده في صالون حلاقة وعند خروجهما توجها إلى السيارة ووجدا الصهريج يعمل على سحب مياه الصرف وغطاء الخزان مفتوح والصهريج متوقف خلف عربتهم، وفي تلك الأثناء التي نظر فيها والد الطفل على مخرج ذهب الطفل من أمام السيارة التي كانت مقدمتها على حافة فتحة خزان الصرف التي يبلغ قطرها (1م) وعلى حين غفلة من والده ليسقط الطفل في خزان الصرف، وبعد التحقيقات الأولية سلم الحادث لجهة الاختصاص. من جهة ثانية، كشفت مصادر أمنية ل «عكاظ» عن إيقاف سائق صهريج صرف صحي والذي غادر موقع الحادثة قبل حضور الجهات الأمنية للتحقيق في حادثة سقوط طفل في خزان الصرف الصحي. وكان قائد الصهريج غادر الموقع ولم ينتظر فتح ملف التحقيق ما استدعى التعميم عنه لدى الدوريات الأمنية التي أوقفته خلال ساعة وإحالته لمركز شرطة الشمالية للتحقيق معه. وأكد السائق خلال إفاداته الأولية أنه تعود الحضور إلى الموقع بصفة دورية لشفط مياه الصرف الصحي كونه متعاقدا مع مالك العمارة، غير أنه هذه المرة وجد سيارة متوقفة أمام غطاء الخزان، لذا توقف خلفها وأنزل أنبوب الشفط بانتظار امتلاء الصهريج وإذا بأحد المقيمين من جنسية مصرية يحضر إليه مطالبا إياه تحريك الشاحنة لكي يخرج، في تلك الأثناء حضر أحد المقيمين ليبلغه أن الطفل سقط في خزان الصرف الذي كان مفتوحا، وأكد السائق أنه تعود مراقبة الخزان خلال فتح الغطاء إلا أنه هذه المره ذهب للتأكد من ماتور الشفط الذي أصدر صوتا فذهب للتثبت منه وحدث ما حدث، وحول مغادرته أشار إلى أن عمليات البحث استمرت طويلا ولم يتم العثور على الطفل وكان هناك شك في سقوطه وعدم تأكد من الواقعة، لذا وضع كل الضمانات لكي يحضر في حال الحاجة إليه وغادر لإفراغ حمولته. نتائج التحقيق في الحادثة تتجه إلى تقييدها حادثة عرضية لا شبهات جنائية فيها، وقد فتح مركز شرطة الشمالية ملفات التحقيق في الواقعة غير أنه لم يتسن تقييد إفادة الوالد المصاب بحالة نفسية وهستيرية لفقد ابنه الوحيد (خمس سنوات) ويدعى (عبدالله).