أقر مجلس الوزراء، في شهر يوليو الماضي، فتح سوق الأسهم السعودي للاستثمار الأجنبي المباشر، وصدرت اللوائح المنظمة له من قبل هيئة السوق المالية، وكان من أبرز تلك الضوابط أن تدير المؤسسات المالية المرخص لها أصولا لا تقل عن 18.75 مليار ريال، وهو ما يعطيها القدرة المالية للتأثير الإيجابي من ناحية الاستقرار على السوق المالية، كذلك حددت الضوابط بأن لا تزيد نسبة التملك للمستثمر الأجنبي على 5% للشركة، وأن لا تزيد عن 20% للمؤسسات المالية مجتمعة، بالإضافة إلى حماية السوق من الأموال الساخنة، وسوف يساهم الاستثمار الأجنبي في إعطاء عمق للسوق، وقد يساهم فتح السوق للمستثمر الأجنبي بأن يتم إدراج السوق السعودية على مؤشر إم. آي. سي. آي للأسواق الناشئة في حال تلبية متطلبات الشفافية والسيولة، ومن المؤكد أن المستثمر الأجنبي لن يكون مضاربا؛ لذلك سوف يقوم بانتقاء للشركات المدرجة في السوق، وسوف يعمل لها دراسات تحليلية واستثمارية قبل الدخول في تلك الشركات؛ من أجل حماية رأس المال في المقام الأول، وكذلك تحقيق أرباح جيدة من خلال عوائد الشركات والتوزيعات السنوية، وكذلك عدالة قيمة السهم السوقية، ومن أجل ذلك خرجت هذه الدراسة التحليلية الاستباقية لبعض الشركات التي نتوقع أن تستهدف من قبل المستثمر الأجنبي. المصارف أكثر جذباً يعتبر القطاع المصرفي من القطاعات التي ستكون أكثر جذبا للمستثمر الأجنبي، حيث تتمتع المصارف السعودية بملاءة مالية عالية، وكذلك تحقيقيها لأرباح جيدة مقارنة بهامش الأرباح الذي تحققه المصارف العالمية، حيث حققت البنوك خلال عام 2014 م أكثر من 41 مليار ريال، وبلغ إجمالي ودائع العملاء أكثر من 1.6 بليون ريال، بينما حققت إجمالي القروض للشركات والأفراد بما يزيد على 1.2 بليون ريال، وقد تم اختيار أهم مصرفين في هذا القطاع، واللذين نتوقع أن لا تخلو أي محفظة من أسهمهما، أول تلك المصارف مصرف الراجحي، وهو من المصارف الرائدة في خدمات قطاع التجزئة، حيث يمتك المصرف أكبر شبكة فروع بين المصارف، والتي تتجاوز عددها 500 فرع تضخ هذه الفروع ودائع عملاء تتجاوز 265 مليار ريال و205 مليارات استثمارات في التمويل، أغلبها جاءت من تمويل الأفراد، وقد حقق المصرف أرباحا صافية خلال عام 2014 م تقارب 7 مليارات ريال، أما البنك الآخر الذي خضع للدراسة، فهو البنك الأهلي التجاري، وهو أكبر بنك في السعودية والشرق الأوسط، ومن أكبر البنوك المدرجة بالسوق السعودي، من حيث الموجودات وودائع العملاء والأرباح، حيث حقق أرباحا قياسية عام 2014 م تجاوزت 8.7 مليار ريال، كما أن البنك الأهلي يحتفظ بودائع للعملاء أكثر من 342 مليار ومحفظة تمويل تتجاوز 225 مليار ريال. الصناعات البتروكيماوية قطاع البتروكيماويات من أكبر القطاعات غير النفطية بالمملكة، والتي تصنف رقم 11 عالميا في مجال توريد البتروكيماويات (7 بالمائة من الإنتاج العالمي )، وتستحوذ على نسبة 70 بالمائة من صناعة البتروكيماويات عربيان وحوالي 70 بالمائة من إنتاج دول مجلس التعاون الخليجي من هذه المنتجات، وذلك نظرا لما تتمتع به من ميزة نسبية فيما يتعلق بتوافر الغاز الطبيعي وانخفاض تكاليف نقله، وهذا القطاع سيكون قطاعا جاذبا للمستثمر الأجنبي، وقد أخضعنا للدراسة 3 شركات نعتقد بأنها ستكون أكثر الشركات جذبا، ولعل الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) هي واحدة من أهم الشركات في هذا القطاع، ومن أنجح الشركات العالمية العاملة في مجال تصنيع البتروكيماويات والأسمدة والمعادن والبلاستيكيات، وتشهد توسعا ونموا سريعا في تلك المجالات. وتمتلك (سابك) خبرات وتقنيات وقدرة على تطوير الحلول اللازمة لتلبية احتياجات زبائنها، وحضورها العالمي، سابك هي أعلى الشركات كقيمة سوقية بأكثر من 320 مليار ريال، وقد حققت أرباحا صافية تجاوزت 23 مليار ريال، وبالرغم من تراجع الأرباح نتيجة تراجع أسعار النفط، إلا أن سابك تظل شركة واعدة ، وفي نفس القطاع تظهر شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات (ينساب) كإحدى الشركات التي حققت نجاحات خلال السنوات الماضية، أسست الشركة نشاطها الصناعي وبناء مجمع بتروكيماويات في مدينة ينبع الصناعية على البحر الأحمر، تفوق طاقة المرحلة الأولى منه 4 ملايين طن من المنتجات المختلفة سنويا، وتقوم بتصنيع المنتجات البتروكيماوية الآتية: إثيلين، إثيلين جلايكول، بولي إثيلين عالي الكثافة، بولي إثيلين منخفض الكثافة الخطي، بولي بروبلين، بيوتين 1، بيوتين 2، إم. تي. بي. إي، بي. تي. إكس، ولقد حققت الشركة خلال العام 2014 م أرباحا صافية بلغت 2.48 مليار ريال بعائد 5.4% للسهم الواحد، والشركة الثالثة التي تبرز في هذا القطاع هي الشركة المتقدمة للبتروكيماويات وتنتج الشركة حاليا 455 ألف طن من مادة البروبلين و450 ألف طن من مادة البولى بروبلين سنويا، وذلك في موقع الشركة بمدينة الجبيل الصناعية في الساحل الشرقي من المملكة العربية السعودية. وقد بدأت الشركة الإنتاج التجاري من مادة البولى بروبلين في 3 مارس 2008، الشركة المتقدمة للبتروكيماويات تستخدم تقنية PDH-Catifin، والمرخص لها من قبل "إي. بي. بي. لوموس" لإنتاج البروبلين، كما تستخدم تقنية Novolen لإنتاج مادة البولي بروبلين. تعتبر منتجات الشركة اللبنات الأساسية المستخدمة في صناعة السلع اليومية، والتي لا حصر لها، مثل منتجات العناية الشخصية، والتغليف البلاستيكية خفيف الوزن، ومواد البناء، ومكونات السيارات، المنسوجات، التطبيقات الطبية، وغيرها. ونتيجة للاستخدام الواسع لمنتجات الشركة أصبحت آلاف المنتجات، الآن، أكثر أمانا وأقوى وبأسعار أفضل، لقد حققت الشركة أرباحا صافية 751 مليون ريال، وحقق السهم عائدا سنويا بنسبة 5.15%. الإسمنت يعتبر قطاع الإسمنت من أفضل قطاعات السوق من ناحية الربحية، حيث إن تكلفة المواد رخيصة جدا، بالتزامن مع الدعم الحكومي لأسعار الوقود التي تشكل حوالي 35% من تكلفة الإنتاج، ويبرز في القطاع العديد من الشركات، ومن أهمها إسمنت العربية التي لديها بعض عناصر القوة التي تشجعنا على قراءة هذه الشركة ومعرفة الفرص الاستثمارية بها. حيث إنها تساهم في سوقين اقتصاديين يجمعهما الاستقرار السياسي وعدم وجود خطر صرف العملة، بحكم استقرار سعر صرف الريال السعودي والدينار الأردني للدولار الأمريكي نسبيا. وفرص النمو في السوق السعودي مع انخفاض أسعار البترول واستمرارية الإنفاق الحكومي فيما يخص مشاريع البنية التحتية، والتي سوف تنعكس إيجابيا على زيادة الطلب على قطاع الإسمنت، وسوف يساعد الشركة في زيادة حضورها في السوق السعودي، حققت الشركة أرباحا صافية تجاوزت 646 مليون ريال، وحقق السهم عائدا بنسبة 6.14%، وكذلك تبرز في هذا القطاع شركة الإسمنت السعودية، حيث تقوم بكافة الأعمال اللازمة لصناعة وإنتاج وتسويق جميع أنواع الإسمنت وتوابعه ومشتقاته، وتقوم الشركة حاليا بتشغيل مصنعين للإسمنت بالمنطقة الشرقية، وهما مصنعا الهفوف وعين دار، حققت الشركة أرباحا صافية قدرت ب1.76 مليار ريال، وحقق السهم عائدا تجاوز 6.26%. الاتصالات مع أن قطاع الاتصالات سوف يشهد تراجعات على مستوى الربحية مع تراجع النمو في الاتصالات المتنقلة، بدأت تتوجه شركات الاتصالات إلى زيادة الاستثمار في سوق الاتصالات المتكاملة ICT، وتظل شركة الاتصالات السعودية STC هي الأبرز في هذا القطاع، حيث إنها تملك الحصة الأكبر في السوق السعودي واستحواذها على سوق الاتصالات الأرضية، بالإضافة إلى استثمارها في شبكات الألياف البصرية، وتقوم الشركة بالاستثمار في الاتصالات المتنقلة في البحرين والكويت من خلال شركاتها التابعة فيفا، لقد حققت الشركة أرباحا صافية بلغت حوالي 11 مليار ريال، وبلغ العائد على السهم 5.06% التأمين بعد أن شهد قطاع التأمين تراجعات وخسائر متراكمة خلال السنوات الماضية، إلا أن العام 2014م نجحت بعض الشركات في تحقيق أرباح جيدة، ومن المتوقع أن ترتفع الربحية لغالبية الشركات، خصوصا بعد التمكن من ضبط الأمور بشكل أكبر في مسألة التأمين الطبي وتأمين المركبات، والأهم هو رفع درجة المتابعة من قبل مؤسسة النقد العربي السعودي لأنشطة الشركات العاملة في السوق، وجعلت هذا القطاع أكثر تنظيما وحرصا على الإيفاء بالالتزامات، وتبرز في هذا القطاع شركة التعاونية للتأمين، حيث تعتبر هي الأقدم في السوق السعودي، ويبلغ رأس مالها 1000 مليون ريال، وبلغ إجمالي أقساط التأمين المحصلة خلال عام 2014م حوالي 6.2 مليار ريال، كما حققت الشركة أرباحا صافية تقدر ب560 مليون ريال، وحقق السهم عائدا ب1.61% التطوير العقاري تتوجه وزارة الإسكان إلى الاعتماد على شركات التطوير العقاري؛ للاستفادة من خبراتهم في تطوير مشاريع وزارة الإسكان، وهو ما سوف ينعكس إيجابيا على ربحية الشركات خلال السنوات القادمة، وعند عمل دراسة الشركات الأبرز من ناحية قدرتها على جذب المستثمر الأجنبي ظهرت لنا شركة الرياض للتعمير؛ كأبرز الشركات التي حققت أرباحا جيدة خلال العام 2014م، حيث تجاوزت أرباحها 189 مليون ريال، وحقق السهم عائدا 4.19%.