تعيش أسرة حميدان التركي الموقوف في السجون الأمريكية حالة توتر مشوبة بالأمل لما ستسفر عنه الجلسة الخاصة «البرول» التي ستعقد مساء اليوم الأربعاء في ولاية كلورادو لإعادة النظر في القضية، والتي قد يفرج فيها عن «التركي» بعد إيقافه منذ العام 2006م بتهمة إساءة معاملة خادمته الاندونيسية ومنعها من مغادرة المنزل. وتخوف تركي (نجل السجين حميدان) من الصعوبات التي قد تواجههم في محاكمة اليوم والتي تتضمن شرط الاعتراف بالذنب من قبل والده للإفراج المشروط عنه. وقال: والدي يرفض الاعتراف بذنب لم يقترفه لأن ذلك سيؤثر عليه مستقبلا في حياته الشخصية والعملية، فالجميع يعلم بأن الاعتراف له تبعات مستقبلية يرفضها والدي. وأضاف «رفضت لجنة البرول (الإفراج المشروط) قبل عامين الإفراج عن والدي لتعيد النظر مرة أخرى اليوم والحمدالله على كل حال، وما حدث بأمر الله تعالى، ونحن راضون بما قدره الله ولا اعتراض عليه، وندعو الله أن يكتب لنا الفرح هذا اليوم بإعلان إطلاق سراح والدي»، معربا عن تفاؤل أسرته بصدور قرار يعيد إليهم والدهم بعد 9 أعوام قضاها في السجن، قائلا: حكم على والدي وعمري 18 عاما، والآن أصبحت في سن ال 26 وتزوجت ورزقت بطفلة، وكبرت شقيقاتي وتخرجت إحداهن من الجامعة، وكل حلمي أن يفرج عن والدي ليحضن حفيدته ويقبلها كما كان يحلم وهو في السجون الأمريكية، والذي أحزنه جدا أن يصبح جدا لأول حفيد للأسرة وهو بعيد عنا. وأكد تركي أن حكومة خادم الحرمين الشريفين بذلت وتبذل جهودا كبيرة في سبيل إطلاق سراح والده من خلال السفارة السعودية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، والتي كان لها دور كبير في توفير كل ما يحتاجه والده. يشار إلى أن التركي طالب دكتوراه، مبتعث من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بقسم اللغة الإنجليزية للدراسات العليا في الصوتيات، وحاصل على الماجستير من جامعة دنفر بولاية كولورادو، يقضي فترة عقوبة خففت من 28 عاما إلى 8 سنوات، بعد إدانته في عام 2006 بإجبار خادمته الإندونيسية على العمل لديه دون دفع أجرها، وحجز وثائقها من جواز سفر وغيره، وعدم تجديد إقامتها، وإجبارها على السكن في قبو غير صالح لسكن البشر، ووقتها حظيت القضية باهتمام واسع في الشارع السعودي. وكان مسؤولو إدارة الإصلاح (السجون) بولاية كلورادو الأمريكية رفضوا ضم التركي ضمن اتفاقية لتبادل السجناء بين السعودية وأمريكا، ورفض مدير إدارة الإصلاح بالولاية، الموافقة على نقله إلى السعودية لإكمال فترة سجنه. وبرر مسؤول في إدارة الإصلاح بأنه وفقا لقانون الولاية لا يمكن الإفراج عن السجين السعودي، حيث يتطلب الأمر إصلاحه داخل السجن، مشيرا إلى أن مدير إدارة الإصلاح بالولاية كتب في قراره أنه رفض تأييد نقله إلى السعودية في الوقت الحالي إلى حين تقييم الوضع. في حين تشير تقارير صادرة من إدارة السجن إلى أن حميدان التركي يعد نموذجا رائعا ويحتذى به، كما أن له مجهودات كبيرة في إصلاح السجناء، ويحظى باحترام جميع السجناء والمسؤولين عن السجن.