بين محافظة الطائف والعاصمة المقدسة تقع قرى وادي نعمان المترامية الأطراف، التي يسكنها أكثر من 10 آلاف نسمة، يتوزعون على قراها في الكر وعرعر والحساسنة، وغيرها من القرى التي مازالت تطمح للمزيد من الخدمات التي وفرتها الدولة للسكان في القرى والمحافظات المجاورة من خدمات أساسية متمثلة في المستشفيات والكليات وإيصال التيار الكهربائي والسماح لهم باستخراج الصكوك لمنازلهم والأراضي التي يمتلكونها والتي لا يوجد عليها خلافات قبلية ولا حكومية. وأوضح عدد من المواطنين في حديثهم ل «عكاظ» أن أهالي وادي نعمان يطالبون بإنشاء مستشفى حكومي يخدمهم بدلا من قطعهم مسافات طويلة إلى مكةالمكرمة أو السفر إلى محافظة الطائف للحالات الحرجة. في البدء، يقول محمد الهذلي: إن افتتاح مستشفى في وادي نعمان أصبح حاجة ملحة للسكان ليقدم خدماته الصحية لسكان الوادي، وكذلك لسالكي طريق (مكةالمكرمة الهدا الطائف) في حال وقوع حوادث أو حالات مرضية تقع على الطريق. وأضاف الهذلي «لا يوجد سوى مركز صحي واحد في الكر، وهو في مبنى مستأجر، فيما يتم تنفيذ مشروع مبنى حكومي للمركز، ونتمنى أن تعيد وزارة الصحة النظر في هذه المنطقة التي تتوفر بها المدارس للبنين والبنات، لكن لازالت هناك العديد من الخدمات غائبة عن المنطقة ونتطلع لتوفيرها بجانب الخدمات الحالية، أسوة ببقية قرى وهجر ومحافظات ومناطق المملكة». ويرى خالد العلياني أن توفير المياه أحد أهم مطالب السكان في قرى وادي نعمان عامة، ابتداء من جسر عرفات وحتى مركز الكر، حيث أن المياه تمر من جوار المنازل، والكهرباء من فوق رؤوسنا، إلا أن عددا كبيرا من الأهالي مازال محروما منها، خاصة أن مشروع المياه يتجاوز وادي نعمان ليصب في محافظة الطائف، فيما ينتظر أهالي الكر أن يتم مد أنابيب المياه إلى منازلهم لتغنيهم عن صهاريج المياه. من جهتهم، جدد أهالي قرى الكر والحساسنة مطالبهم بضرورة إيصال التيار الكهربائي لعدد من المنازل والاستراحات التي مازالت بوثائق، ولا يوجد عليها خلافات من القبيلة أو الجهات الحكومية، حيث أن الكثير من السكان يتمنون هذه الخدمة حتى يستفيدوا من هذه المنازل التي دفعوا فيها مبالغ كبيرة لتحقيق حلم العمر، فيما لم تستفد العائلات بعد من هذه المنازل كونها بدون تيار كهربائي. أما سعد الهذلي فيقول: إن الأهالي في وادي نعمان يحلمون بتوفير كافة الخدمات الهامة التي يتطلع لها السكان لتنهي معاناتهم، ويأتي في مقدمتها توفير كليات للبنات في المنطقة، لافتا إلى أن جامعة أم القرى قريبة بالفعل، إلا أن الطريق يشهد حوادث مؤلمة تهدد حياة الطالبات وتقلق الأهالي وتضاعف مخاوفهم على بناتهم وأبنائهم. مشيرا إلى أن مطالب الأهالي متعددة، ويتطلعون إلى توفيرها كونها تمثل حاجة ماسة لهم، لمنع هجرة البعض إلى مكةالمكرمة بحثا عن الخدمات.